حذر عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان من إلصاق مفهوم "الدعوة" بكل من هب ودب، منبها من الاغترار بكل من تظاهر بالصلاح.

وقال الفوزان في تسجيل صوتي –حصلت "الوطن" عليه-، إن باب الدعوة أصبح بابا واسعا كل يدخل منه ويتسمى بالدعوة مشيراً إلى أن الدعوة إلى الله أمر لابد منه، لافتا إلى أن "الدين إنما قام على الدعوة والجهاد بعد العلم النافع والعلم النافع هو الأصل ثم الدعوة ثم الجهاد والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

وشدد الفوزان على أن التناصح بين المسلمين أمر مطلوب، لافتا إلى أن تلك الأمور لا يقوم بها إلا أهل العلم والرأي الناضج، ولا يقوم بها عامة الناس لكونها على حد وصفه من "الأمور الثقيلة والأمور المهمة التي لا يقوم بها إلا من هو مؤهل للقيام بها".

وأضاف الشيخ الفوزان أن "المصيبة اليوم أن باب الدعوة أصبح بابا واسعا كلا يدخل منه ويتسمى بالدعوة"، مبينا أن حال بعض المنتسبين للدعوة إما أن يكون جاهلاً لا يحسنها ويفسد أكثر مما يصلح وقد يكون متحمساً يأخذو الأمور بالعجلة والطيش فيتولد عن فعله من الشرور أكثر مما عالج.

وحذر عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء من أنه قد ينتسب للدعوة من له أهواء وأغراض يدعون إليها ويريدون تحقيقها على حساب الدعوة. وأضاف بالقول "ربما بعضهم يريد التضليل على الناس و التشويش على أفكار الشباب باسم الدعوة والغيرة للدين وهو يقصد خلاف ذلك.. ويقصد الانحراف بالشاب والانحراف بأفكار الناشئة وتنفير الشباب عن مجتمعه وولاة أمورهم وعلماءهم يأتيهم بطريق النصيحة وبطريق الدعوة في الظاهر وهذا قصده في الباطن كحال المنافقين في هذه الأمة الذين يريدون للناس الشر بصورة الخير".

وبين الفوزان أن "ما كل من تظاهر بالخير والعمل الصالح يكون صادقا فيما يفعل وإنما يقصد من وراء ذلك أموراً أخرى عكس ما يظهر"، مشيرا إلى أن الذين ينتسبون للدعوة اليوم فيهم مضللون يريدون انحراف الشباب عن الدين الحق يريدون تفريق جماعة المسلمين وإيقاع فتنة والله سبحانه وتعالى حذر من هؤلاء".

وقال "ليس العبرة في الانتساب أو فيما يظهر بل العبرة في الحقائق وبعواقب الأمور وبالأشخاص الذين ينتسبون إلى الدعوة"، مشددا على أهمية أن ينظر في حال المنتسبين للدعوة لمعرفة "أين درسوا ومن أين اخذوا العلم وأين نشأوا وما هي عقيدتهم وتنظر أعمالهم وأثارهم في الناس وماذا انتجوا من الخير وماذا ترتب على أعمالهم من الإصلاح"، مضيفا بالقول "هؤلاء يجب أن تدرس أحوالهم ولا نغتر بأقوالهم ومظاهرهم وهذا أمراً لابد منه خصوصاً في هذا الزمان الذي كثر فيه دعاة الفتنة وليس نحشد في الدعوة كل من هب ودب وكل من قال ادعوا إلى الله ونقول هذه جماعة تدعوا إلى الله لابد من النظر في واقع الأفراد والجماعات".