قوبلت المضامين التي جاءت في محاضرة وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل حول بلوغ أهداف المجتمع المعرفي، بالكثير من الترحيب، والتفاؤل بمقدرة الوزير على بلوغ تلك الأهداف، مرجعين ذلك لما يملكه من خبرات واسعة في هذا المجال.
الخبير الاقتصادي فضل البوعينين قال "أنا متفائل بقدرة الفيصل على إحداث التغيير الأمثل في قطاع التعليم العام بما يملكه من خبرات ورؤية وقيادة، والتغيير في المجتمعات ليس بالأمر الهين وهو يحتاج إلى وقت، ولكن إذا ضمنا التغيير في القاعدة وأعني بداية التعليم العام ثم انطلقنا إلى المراحل الأخرى الأعلى ضمنا تغيير الجيل القادم، وتغيير المجتمعات يبدأ من القاعدة حتى تصل إلى رأس الهرم".
ويرى البوعينين أن المملكة تحتاج إلى إعادة هيكلة التعليم بما يقودها إلى توفير مخرجات متوافقة مع متطلبات الاقتصاد المعرفي، وبخاصة المواد العلمية والتقنية والعملية والتركيز على جوانب البحث العلمي والمختبرات الحديثة وطرق التدريس المتوافقة مع التعليم المعرفي الحديث.
وأضاف البوعينين، "أيضاً نحتاج إلى نشر ثقافة الإنتاج والإبداع والابتكار وإيجاد مراكز متخصصة تسهم في تنمية المجتمعات على أسس معرفية، وأن تهتم وزارة التربية والتعليم بنشر المختبرات والمعامل وتشجيع وسائل البحث وأن تتحول العملية التعليمية من العملية التلقينية الحالية إلى عمليات تطوير وإبداع تقني يعتمد على اتساع المدارك وتوسع الرؤى واستخدام التقنيات الحديثة"، مبيناً أن التعليم العام يعتبر القاعدة التي تبنى عليها مخرجات التعليم العالي، لذلك يجب أن يكون هناك توازن بين القطاعين.
وفيما يتعلق بالتعليم العالي أشار البوعينين إلى أن المملكة في هذا الجانب تحتاج إلى التركيز الأكبر على التخصصات العلمية والتقنية الحديثة وأن تدعم عمليات البحث العلمي والبرامج التقنية والاختراعات والابتكارات وأن يكون لديها جهات متخصصة في احتضان النابغين في هذه القطاعات".
وشدد البوعينين على ضرورة نقل خبرات الدول التي تحولت إلى الاقتصاد المعرفي وتوطينها محلياً، لافتاً إلى أن الشركات الكبرى لها دور مهم في دعم الاقتصاد المعرفي من خلال التوسع في مراكز البحث والتحفيز على الإبداع والابتكار وبراءات الاختراع وأن تهتم في نشر ثقافة الاقتصاد المعرفي من خلال ثقافة العمل العامة وإيجاد معاهد التطوير المتخصصة وتحقيق الاستمرارية في التعليم والتدريب على رأس العمل.
وأفاد البوعينين بأن المملكة لا تحتاج إلى طلاب ينجحون في مناهجهم بقدر حاجته إلى المبدعين، وأنها لا تحتاج إلى اختراع العجلة بل تحتاج إلى استخدامها من خلال استنساخ أفضل التجارب العالمية في الدول المتقدمة التي نجحت في تحقيق نقلة اقتصادية معرفية خلال سنوات محدودة.
من جهة أخرى قال عضو اللجنة التعليمية في مجلس الشورى الدكتور أحمد آل مفرح، إن المجتمع المعرفي فكر حديث لدى المجتمع ويحتاج إلى وقت لفهمه مجتمعياً، مبيناً أن الرؤية وإن كانت واضحة لدى قيادات التعليم في المملكة، إلا أنها تحتاج إلى فترة زمنية تحقق استيعابها لدى المنفذين في الميدان التعليمي في المملكة.
وأوضح آل مفرح أن المرحلة القادمة للتعليم هي مرحلة التحدي الكبير، إلا أن وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل بما لديه من إمكانات شخصية ورؤية تؤهله إلى الانتقال للمعرفة المجتمعية، لافتاً إلى أن المقصود بالمجتمع المعرفي هو الانتقال من الاستهلاك إلى الإنتاج والاكتفاء.
وبين عضو الشورى الدكتور أحمد آل مفرح، أن مجتمع المملكة التعليمي يحتوي على 5 ملايين طالب وطالبة، بالإضافة إلى 700 ألف معلم ومعلمة، مستدركاً "إلا أن ما يحدث في الوزارة الآن من حراك إن شاء الله سيحقق نجاحات على المدى البعيد".