كان صديقاي الأهلاويان يتوقعان خسارة فريقهما أمام الاتحاد.. ذلك هو المنطق حسب رأيهما.
وكنت معهما، وكثيرون غيرنا، نرى أن أي نتيجة غير فوز الاتحاد في ديربي أول من أمس ستكون مفاجأة، وربما مفاجأة كبيرة، وهذا بحد ذاته يكفي للدلالة على أن الأهلي لم يعد سوى مجرد حلم أخضر مضى من زمن.
يستغرب مدرب الأهلي الجديد، الصربي ميلوفان رايفيتش الوضع اللياقي، ومستوى الانسجام لدى لاعبيه الذين قطعوا شوطاً في المسابقة الرسمية الأهم محلياً.. ومن بين حروف استغرابه تنبع الاتهامات حول حقيقة استفادة الفريق من معسكري النمسا وألمانيا، وهل كانا كما يشيع كثيرون للاستجمام والترفيه والتمتع بالمناظر الخلابة؟، أم للاجتهاد والتحضير والعرق؟.
وقد يكون الحديث عن أن تأخر التعاقد مع المدرب أثر في الفائدة الفنية للمعسكرين، لكنه لن يكون صحيحاً إذا ما تعلق الأمر بالمستوى اللياقي، الذي كان يفترض بالقائمين على الفريق أن يولوه عنايتهم بحيث يسهل فيما بعد العمل الفني للمدرب القادم، لكن هؤلاء الذين كانوا مع الفريق ظنوا أنه يستعد لدورة حواري صغيرة، ولبطولة من بضع مباريات، فآثروا أن يوفروا العرق لمراحل لاحقة، وحينما صحوا وجدوا أنفسهم في خضم مسابقة لا ترحم ولا تمنح أي باحث عن التقاط الأنفاس فرصة للحاق بالركب الذي يمضي منطلقاً مثل قطار لا يعرف التوقف، يقوده بكل الاقتدار الاتحاد والهلال وكلاهما لم يفرط حتى اليوم بأي نقطة في المشوار.
وعلى الرغم من كل المتاعب التي عرجت عليها، لاتزال الآمال قائمة بعودة للأهلي، لكنها لن تكون عودة للمنافسة على لقب الدوري، فالأمر فات حتى لو بقي في المسابقة ست عشرة جولة، وزمن المعجزات لم يعد متاحاً، ويبدو الرحيل بعيداً عن ضغوط الجماهير التي باتت غير جماهير الأهلي زمان تهتف ضد الفريق، وتقرع لاعبيه بألفاظ ما تعودوها وما تعودها جمهور الراقي، بل ويصل الأمر فيها حد قذفهم بما تستطيع وما تحمل، بات الرحيل ضرورة بالغة، لاحتواء ما يحدث، ولتحسين الوضع اللياقي والفني بتدريبات مكثفة، وتحضير ذهني ربما يحتاجه الأهلاويون اليوم أكثر من أي وقت مضى.
يحتاج لاعبو الأهلي وأجهزتهم الإدارية والفنية أن يستثمروا معسكر الطائف القصير للجلوس معاً ولساعات عدة.. يحتاجون أن يطرحوا كل المسائل للمناقشة.. يحتاجون أن ينسجموا بالألفة خارج الميدان، ليكون الانسجام داخله أفضل وأحسن.