شن ‎الأمين العام للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية‎ بدر جاموس هجوماً لاذعاً على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، واتهمه بـ"العمالة، والارتزاق"، و"رهن" العراق بلد الحضارات إلى طهران.

وجاء حديث جاموس خلال اتصال أجرته معه "الوطن" أمس، على خلفية هجوم المالكي على الائتلاف الوطني السوري، ووصفه بـ"ائتلاف الفنادق"، بالإضافة إلى نعته الجيش الحر بـ"الفقاعة"، وقال جاموس: "تصريحاته الأخيرة التي هاجم فيها الائتلاف والجيش الحر ليست مستغربة منه، ماذا نتوقع من مرتزق وعميل غير محاولة الإساءة للشرفاء ومهاجمة الوطنيين؟ المالكي الذي يرسل عصابات الموت إلى سورية لقتل المدنيين الأبرياء، أحال بلاده إلى دولة تابعة لإيران، وارتضى أن يكون العراق بكل تاريخه وحضارته أداة لتنفيذ مخططات إيران العنصرية، التي تستهدف الأمة العربية في مقوماتها ومقدراتها. حتى مجيئه إلى سدة الحكم في بلاده لم يكن إلا نتيجة لمؤامرة خططت لها طهران ونفذتها".

ومضى أمين عام الائتلاف قائلاً: "المالكي الذي لا يمكن وصفه بغير الفاشل، استمرأ كلما حاصرته الإخفاقات، مهاجمة الآخرين واختلاق قضايا انصرافية، يحاول عبرها صرف الأنظار عن الفشل الذي يلازمه كظله، لذلك لم يجد غير مهاجمة الثورة السورية التي شهد كل العالم بعدالة قضيتها، ولم ير – بسبب ضيق أفقه – غير الجيش الحر الشريف، الذي يضم شباب سورية وفلذات أكبادها ليصوب له سهام نقده. وتكمن المفارقة في أن هؤلاء الشباب الثوريين استطاعوا تحجيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وحققوا عليها انتصارات وأجبروها على الانسحاب من معظم التراب السوري، وهو ما لم يستطع جيش المالكي ومليشياته فعله في الأنبار التي باتت شبه محتلة من جانب داعش".

ولم ينس جاموس انتقاد المجتمع الدولي الذي وصفه بـ"الصامت" عن جرائم إعادة استخدام الكيماوي في ريف حماة أول من أمس، وقال "العالم يتعامل مع القضية السورية بمبدأ النفاق والكذب، فها هي واشنطون وباريس تؤكدان أن الأسد استخدم الكيماوي في حرستا وكفر وزيتا، ونحن نسأله بدورنا: ماذا بعد ذلك؟ ولماذا أنتم صامتون؟ ونطالب بوقفة حازمة تحفظ أرواح السوريين وتوقف هذه الحرب اللعينة".

واسترسل جاموس قائلاً: "النظام السوري أثبت أنه لا يستجيب إلا بعد ممارسة ضغوط عليه، وبمجرد أن لوحت واشنطن بضربة عسكرية رداً على استخدامه الكيماوي في الغوطتين الشرقية والغربية في أغسطس من العام الماضي، بادر إلى الرضوخ وأعلن طواعية موافقته على تسليم ترسانته الكيماوية التي أنفق في سبيل إنشائها مليارات الدولارات من أموال الشعب السوري، وها هو يعود مرة أخرى لإعادة ارتكاب نفس الخطأ التاريخي الذي وقع فيه من قبل ويحصد أرواح الأبرياء بهذه الأسلحة الشيطانية المحرمة دولياً، فما هي ردة المجتمع الدولي؟ لا شيء سوى الصمت".

وسخر أمين عام الائتلاف من ترشيح الأسد نفسه في الانتخابات، واصفاً إياه بأنه بات "عديم الحياء". وقال "هل يعقل لإنسان تسبب في تشريد الملايين من شعبه، وقتل قرابة 200 ألف بريء، وأصاب نصف مليون بعاهات وجروح، وأهدر موارد بلاده، ودمر اقتصادها، أن يعيد رغبته في الترشح للرئاسة من جديد؟ لا أرى وصفاً يليق بمثل هذا الشخص إلا أنه عديم الحياء، وليس في قلبه مثقال ذرة من إحساس، فكيف يستطيع أن يقود بلاداً كل شعبها يلعنه ويدعو الله للانتقام منه؟ وكيف يستطيع أن يمثل بلاده أو أن يتحدث باسمها، والعالم كله أعلن عدم رغبته في التعامل معه أو الحديث إليه؟ وفي تقديري أنه لن يرضى بهذا المصير إلا من اعتاد العمالة وسرت الخيانة في عروقه مسرى الدم".