لم يكن الأول من مايو يوماً تاريخياً لأهالي جدة فحسب، بل كان لكل أبناء المملكة، حيث تسمر أبناء هذا الوطن والمقيمون فيه أمام شاشات التلفزه لمتابعة افتتاح ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز "الجوهرة المشعة"، ونهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، الذي جمع الأهلي والشباب، وشهد تفوق الأخير بثلاثية نظيفة توج بها باللقب الكبير.
واكتظت الأماكن العامة في العاصمة الرياض (معقل نادي الشباب)، وخصوصاً المقاهي الشعبية على أطراف المدينة، وكذلك المقاهي الراقية في وسطها بالجماهير بمختلف ميولها لمتابعة النهائي الكبير، حيث تابعت "الوطن" شغف جماهير العاصمة بمتابعة الحدث الرياضي الأبرز لهذا الموسم.
واضطر كثيرون إلى المتابعة وقوفاً لعدم وجود كراسي كافية لاحتمال العدد المضاعف من الجماهير التي حرصت على المتابعة وسط الحشود التي تمنح المتابع إحساسا شبيها بإحساس وجوده في الملعب من حيث الصخب والتشجيع.
وتابعت جماهير الرياض المباراة بلهفة كبيرة وانقسمت بين تشجيع الشباب والأهلي، كل حسب ما يرغب.
وكانت الأجواء قمة في إثارتها من خلال التفاعل مع المباراة وأحداثها وصاحبت الأهداف الشبابية الثلاثة تشجيع وهتافات بأصوات عالية حتى لحظات التتويج التي تمت بعد المباراة.
وكانت بعض المقاهي قد فرضت رسوما مالية على الدخول استغلالاً للمناسبة لمضاعفة أرباحها، حيث كانت بشكل رمزي ولا تتجاوز الـ20 ريالاً مقابل الخدمة التي توفرها بوجود مكان مناسب ومكيف وشاشات نقل عالية الدقة HD بينما وفرت مقاه أخرى مدرجات مصغرة تحتوي على 60 مقعدل مشابها لمدرجات الملعب ويتم وضع شاشة بروجكتر عملاقة تمنح أجواء مشابهة لمدرجات الملاعب.
ولم تخل الاستراحات من تجمع الجماهير الرياضية التي هي الأخرى اكتظت بأصحابها الذين تابعوا المباراة بنوع من التحدي، حيث حضرت التحديات بينهم من خلال ترشيح البعض للشباب وآخرين للأهلي للتتويج باللقب، وكلفت الخاسر بالتحدي وجبة عشاء فاخرة لأصدقائه.
وشهدت شوارع الرياض أثناء المباراة حركة انسيابية مرنة وسهلة توحي بأن غالبية سكان العاصمة حرصوا على متابعة حفل افتتاح "الجوهرة المشعة".
وفي بقية المدن بدت الأمور مماثلة، ففي أقصى الجنوب، وعلى غير المتوقع شهدت شوارع منطقة نجران عددا من الاحتفالات الكبيرة بفوز الشباب بالبطولة، حيث خرجت كثير من الجماهير إلى الشوارع رافعة الأعلام الشبابية ساهرة حتى وقت متأخر من الليل، في ظاهرة أثبتت الجماهيرية الكبيرة لليث الشبابي في منطقة نجران.
وأكد المشجع الشباب محمد آل مسني سعادته بالانتصار الأكثر من رائع أمام فريق كبير، وقال "زادت فرحتنا برؤية والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكانت كلماته مؤثرة للغاية، وكذلك هديته الغالية لنا بملعب بمواصفات عالمية".
بدوره، ذهب المشجع مهدي عون إلى القول "ما رأيناه في مباراة الشباب والأهلي يزيدنا فخرا ويدعونا للتفاؤل بعودة الكرة السعودية إلى سابق عهدها، وكذلك ما شهده الحفل من كرنفال رائع وعالمي أبهر الجميع بالجوهرة الجميلة التي قدمها الوالد القائد للشعب السعودي".