معركة احتكار الفضاء القائمة بين mbc والقنوات الرياضية تدخل مرحلة كسر العظم، بعد أن رفض وزير الثقافة والإعلام، أن تكتفي وزارته بمشاهدة كعكة الدوري السعودي تذهب من بين أيديهم دون يقتطعوا حصتهم منها.

صراع احتكار الفضاء الرياضي كان يتم في الغرف المغلفة قبل أن يظهره الوزير للملأ برفض الشراكة الصورية، في تصريح يحمل من المسؤولية الشيء الكثير، ويؤكد أن الصوت العالي أكثر سماعا ووصولا.

جاء تصريح الوزير بمثابة المفتاح لأبواب كانت مغلقة، وكان يدور الحديث خلفها همسا، ليخرج الأمير الوليد مناشدا ومطالبا وموضحا بأن قسمة التوزيع لم تكن عادلة، وأنها تخالف توجيهات المليك. ليطرق بذلك بابا جديدا في صراع الفضاء، وملمحا بأن المسألة لم تكن عرضا وطلبا، وإنما بيعا من تحت الطاولة؛ لأن صاحب العرض الأعلى أصبح خارج قائمة المشترين.

بدوره، اشتكى مدير قنوات "لاين سبورت" تركي الخليوي إلى طوب الأرض، وهو يبحث عمن يسمع صوته الذي كان دون صدى، وفي الأخير أعلن أن قنواته تم نحرها بفعل فاعل.

لعبة صراع الفضاء كانت أشبه بمسرحية لم يحضرها أحد، ولم يعرف فصولها أحد، ولا يعرف أبطالها أحد، بدأت وقاربت على النهاية ومايزال الكل يتساءل: من المفاوض؟ ومن البائع؟ وكيف سيكون وضع المشتري؟

غابت الاحترافية في العرض، واكتنف الغموض طريقة البيع، وبقيت مساحات علامات الاستفهام كبيرة.

في لعبة الفضاء غاب اللاعب الرئيس، وهم رؤساء الأندية، أصحاب الحق الأول في التفاوض والقبول والرفض وتحديد السعر. باختصار كان "مولد وصاحبه غائب"، أو أنه غُيّب وبقي في المدرج يتابع المشهد وينتظر "المقسوم" من حصته التي قَبِل أن يقتطعها غيره ويوزعها من يرى بأن دورهم في الأندية لا يستحق أكثر من المشاهدة.

دوري يتابعه الملايين ومكاسبه بالملايين ويتمناه الملايين، ومع ذلك يبقى أمر بثه معلقا حتى الثواني الأخيرة من لعبة صراع الفضاء.

إنها اللعبة الأكثر غموضا، التي كانت كل تفاصيلها تتم في الغرف المغلقة، ولهذا أتوقع أن يعود اللاعبون إلى نفس الغرفة المغلقة، وينهون أمورهم بنفس الطريقة التي بدؤوا بها اللعبة، وبعد يخرجون في مؤتمر صحفي يوزعون الابتسامات بعد أن توزعوا الغنائم.. ويبقى المتتبع "شاهد ما شفش حاجة".

فواصل

ـ عندما تغيب الشفافية تظهر الاجتهادات الخاطئة.

ـ رابطة الأندية المحترفة صح النووووم، الطيور طارت بأرزاقها.