علي أحمد المطوع
القيادة هي رأس الهرم ?ي هيكل تنظيمي إداري أو حياتي ?ي مجموعة ارتأت لها أسلوبا تنظيميا يحكمها وينظم شؤونها. والقيادة تعني أو أهم أحد معانيها.. ا?مساك بزمام المنظومة وصنع القرار. من هنا تكتسب هذه الدرجة الرفيعة عند السواد ا?عظم من البشر مكانة عظيمة، لتصبح عندهم منتهى الغايات ونهاية ا?حلام.
والطموح وقود سحري لماكينة الفعل البشري، فبه يصبح المجهولون أعلاما والمستضعفون أسيادا. كثيرة هي النماذج ا?نسانية التي تسلحت بالطموح ليكون وسيلتها للوصول والتمكين، وبالطموح سطر التاريخ لنا نماذج مضيئة وأخرى مظلمة، لأسماء علت، وأخرى تسلقت، فوصل كلا الفريقين إلى مراكز القرار وصنعه والتحكم فيه، ليصبحوا القادة في منظوماتهم تلك، منهم من خلده التاريخ عظيما، ومنهم من لفظه إلى مزابله.
على مستوى المنظومات البسيطة (ا?دارية مثلا).. يصنع الطموح الشخصي وا?نا المغموسة فى الذات نماذج لقيادات إدارية سخرت ملكاتها وقدراتها لخدمة مشروعها الشخصي، المنطلق من أنا زائفة موغلة في ا?نانية وتضخيم الذات.
هؤ?ء يتسلحون بفهم دقيق لطبائع ونفسيات العاملين معهم، ولطبيعة تلك المنظومات وما تقتضيه من أساليب عملية للوصول والتنفذ. يملك هذا النوع من الطامحين قدرات تعبيرية كبيرة، وهامشا أكبر للمناورة والمراوغة كرا، وفرا ، إقبالا وإدبارا (كحصان امرؤ القيس فى معلقته الشهيرة)، يبني كل قرارته على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، في صورة جديدة وإصدار حديث لميكافيلية موغلة في ا?نا وظلماتها السحيقة.
يملك الكثير من هؤ?ء الطموحين كاريزما القيادة، ووسائل التأثير التي تجعلهم يستنسخون أجيالا مكررة من ا?تباع يأتمرون بأمرهم وينتهون بنهيهم. الترغيب والترهيب إحدى وسائلهم للتنفذ والتمكن، ولكنه مؤطر بأنا زائفة ومقيتة، يعيدون من خلالها صياغة كثير من المفاهيم الفاضلة وإعادة تدويرها لتصبح غايتها تتوافق وأهداف وأطماع أولئك الطامحين.
أما أنجع القيادات فهي القيادة التي تتشرب إيمانا كبيرا بفكرة محددة، يتمحور الجميع حولها وتكون تلك الفكرة هي الوعاء الذي يحتوي الجميع، لتكون مرجعيتهم الحياتية والتنظيمية، وهنا تسقط ا?طماع الشخصية والطموحات الفردية ويصبح الجميع مخلصين للفكرة، قادة فى مواقعهم، مهما كان تسلسلهم الرتبي، فهم شركاء فى النجاح والمسؤولية وإدارة العمل.
وهنا تسقط ا?نا وتغيب الطموحات الشخصية ويحل ا?خلاص للمبدأ وللفكرة أساسا للعمل لتصبح القيادة عند المخلصين فارقة متميزة.. كيف ? وهي تظل في عرفهم وسيلة تخدم غاية وهي الفكرة، بينما هي عند الطامحين منتهى الغاية التي ينشدونها، وهنا يكمن الفرق بين القيادتين.