كثفت قوات الجيش اليمني من مساعيها لإخراج عناصر تنظيم القاعدة من معاقلها الرئيسة في كل من شبوة وأبين، الواقعتين جنوب البلاد، وذلك بوصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة، غالبيتها من قوات النخبة التي من المقرر أن تخوض المعارك الأخيرة مع عناصر التنظيم التي تعرضت لضربات موجعة خلال الأيام الماضية، حيث قتل العشرات منها، غالبيتهم من الأجانب، وتقهقرت عناصر التنظيم وخسرت الكثير من المواقع التي كانت تختبئ فيها.

وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قد أكد أن 70% من عناصر القاعدة التي تحارب السلطات اليمنية هم من الأجانب، وأن عدداً من قادة التنظيم سقط في المعارك الأخيرة.

وقال مصدر عسكري إن قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن أحمد سيف اليافعي ورئيس جهاز الأمن القومي اللواء الدكتور علي حسن الأحمدي، رحبا بالوحدات الواصلة إلى المنطقة، وأشادا بمعنويات أفراد الجيش وجاهزية الوحدات القتالية العالية واستعدادها لاقتحام ما تبقى من مخابئ للتنظيم في تلك المناطق.

من ناحية ثانية، شنت قوات الجيش بمشاركة من قوات الأمن واللجان الشعبية بمحافظة أبين يوم أمس هجوماً عنيفاً على مواقع عناصر القاعدة في منطقة سناح التي تلي المعجلة، وقصفت بالمدفعية الثقيلة والدبابات وسلاح الطيران مخابئ كان عناصر التنظيم تتجمع فيها، حيث أدى ذلك إلى مقتل ما لا يقل عن 37 عنصرا وجرح واعتقال آخرين، بينما فر البعض منهم باتجاه وادي ضيقة تاركة خلفها كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد والذخائر.

وقالت المصادر العسكرية إن مسلحي القاعدة تعرضوا أمس لأكبر هزيمة حيث انسحبوا من النقطتين الرئيستين التي كانوا متمركزين فيها بالخط الرئيس وسط المحفد والتي أصبحت حاليا في قبضة الجيش، لافتا إلى أن الجيش ضيق الخناق على هذه العناصر الإرهابية ولم يتبق منهم سوى قلة في منطقة وادي ضيقة.

وفي الأثناء قالت تقارير إن 6 جنود يمنيين قتلوا وأصيب 20 آخرون في انفجار سيارة ملغومة يقودها انتحاري بمحافظة شبوة الجنوبية.

إلى ذلك نظم العشرات من الناشطين الحقوقيين والشباب في اليمن أمس مسيرة تأييد للقوات المسلحة في حربها ضد العناصر الإرهابية في محافظتي أبين وشبوة.

وأكد المشاركون في المسيرة التي جابت شوارع صنعاء دعمهم الكامل للجيش اليمني، واعتزازهم الكبير بالتضحيات الكبيرة التي يقدمها أبناء المؤسسات الأمنية في سبيل اجتثاث آفة الإرهاب وتخليص الوطن من شروره، معبرين عن إدانتهم لكل الأعمال الإرهابية، وما يتعرض له منسوبو القوات المسلحة وقوات الأمن من استهداف واغتيال، ومشددين على ضرورة تضافر الجهود لدعم القوات المسلحة والأمن في المعركة ضد الإرهاب.

كما أكد مجلس النواب اليمني دعمه لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في حربها ضد عناصر التطرف والإرهاب في محافظتي أبين وشبوة.

وأشاد المجلس في بيان صحفي صدر عنه أمس، بالأدوار البطولية والتضحيات التي تقدمها القوات المسلحة واللجان الشعبية ضد عناصر القاعدة، داعياً الجميع للالتفاف حول قوات الجيش ومساندتها حتى تطهير البلاد من كافة عناصر التطرف والإرهاب.

وجدد مجلس النواب اليمني في بيانه مواقفه المبدئية والثابتة ضد الإرهاب والعنف والتطرف بكافة أشكاله وأنواعه كجزء من واجبه الدستوري والقانوني وشعوره بالمسؤولية الوطنية والتاريخية تجاه اليمن.