في تطور لافت على خط الأزمة السورية، استبقت الولايات المتحدة الأميركية أمس، زيارة وفد المعارضة السورية لواشنطن، بالاعتراف بمكاتب الائتلاف والمعارضة على أراضيها، كبعثات دبلوماسية لسورية.

جاء هذا التطور الأميركي اللافت، في غضون سعي المعارضة السورية، لحلحلة الموقف الأميركي، من ناحية فك الحصار على مدها بالأسلحة "المتطورة"، خاصة مضادات الطائرات، فيما تتعذر واشنطن عن تنفيذ ذلك، بخشيتها من وصول تلك الأسلحة إلى أيدي من تصفهم بـ"المتطرفين".

إلى ذلك، يكشف مناهضو نظام بشار الأسد اليوم عن أدلةٍ قالوا إنها تثبت ضلوع النظام السوري باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا "الكيماوي" 17 مرة.

ويعقد وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة أسعد مصطفى مؤتمراً صحفياً بعد ظهر اليوم بحضور عدد من القادة العسكريين، يعرض فيه مستندات ووثائق هامة تثبت ضلوع نظام الأسد في استخدام السلاح الكيماوي في سورية.

وقالت مصادر داخل الائتلاف إن الوثائق الجديدة التي سيعرضها مصطفى ستؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على أن النظام استمرأ استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وأنه قام باستخدامها 17 مرة عقب جريمة الغوطة في الحادي والعشرين من أغسطس العام الماضي.

في سياق منفصل، لم تستغرب نائب رئيس الائتلاف نورا الأمير من "بنود الهدنة التي يسعى نظام الأسد من خلالها إلى إعادة ترتيب أوراقه العسكرية في قلب مدينة حمص". وقالت "بنود الهدنة تعكس عمالة الأسد ونظامه لإيران، وتؤكد على أنه المستورد الأقوى، والوكيل الحصري للإرهاب بالمنطقة، وتبيّن أنه لا يعدو كونه مجرد ذراع عسكري لقوى خارجية تحاول فرض هيمنتها على سورية".

وأضافت في تصريحات صحفية "الأسد يقايض من خلال الهدنة التي ينفذها بحمص، رغيف خبز الأهالي المحاصرين، على بعض الأسرى من الميليشيات الإيرانية الإرهابية التي يستوردها من إيران وحكومة المالكي وحزب الله، ولكن عليه إدراك أن هؤلاء الأهالي الذين أجبروا على حمل السلاح، نتيجة الصمت الدولي على مجازره المتكررة لن يتوقفوا عن المضي نحو هدفهم في انتزاع الحرية".

ميدانياً، تمكن مقاتلو المعارضة أمس من إسقاط طائرة "ميج 23" في منطقة الزوار بالريف الشمالي لحماة، وفقاً للجان التنسيق المحلية التي أضافت أن الثوار استهدفوا الطائرة بقذيفة وأصابوها إصابة مباشرة، مما أدى إلى احتراقها في الجو ومصرع جميع طاقمها.

وفي محافظة دير الزور، ساد هدوء حذر بعد تراجع حدة المعارك بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ورغم ذلك واصل "داعش" حشد قواته لبدء معارك جديدة في الريف الغربي بدير الزور. وفي الوقت ذاته بدأ ممثلون للجيش الحر اتصالات مع مسؤولين في جبهة النصرة لحثها على الإفراج عن قائد المجلس العسكري العقيد أحمد فهد النعمة وقادة آخرين من الجيش الحر في درعا.

وعلى صعيد حلب، تجدد القتال أمس في منطقة الشيخ نجار شمال شرقي المدينة حيث تحاول القوات النظامية التقدم أكثر نحو الأحياء الشرقية الخاضعة للمعارضة بعدما استعادت في اليومين الماضيين منطقتي البريج والمجبل. وأشارت مصادر صحفية إلى مقتل 16 من الجنود والمسلحين التابعين للنظام و4 من المعارضة في معارك الشيخ نجار، في حين أشارت لجان التنسيق المحلية إلى مقتل 3 جنود نظاميين في اشتباكات بمنطقة البريج.