وسعت السلطات اليمنية من رقعة معاركها مع تنظيم "القاعدة"، لتشمل العاصمة صنعاء، بعد أن تمكنت قوات الجيش خلال أسبوعين من تطهير محافظتي أبين وشبوة والسيطرة على معاقل التنظيم كافة في المحافظتين، وأبرزها المحفد "أبين"، وعزان "شبوة"، في وقت عثرت فيه قوات الجيش في مخابئ التنظيم على أسلحة ومتفجرات وأسلحة مختلفة وأجهزة اتصالات ولوحات سيارات، بالإضافة إلى حبوب منع الحمل، وفق مصدر عسكري مسؤول، الذي أشار إلى العثور على ثلاث مقابر جماعية تم دفن عناصر التنظيم فيها قبل طردها من معاقلها.

وأثار إعلان السلطات المحلية والعسكرية في أبين، عثورها على "حبوب منع الحمل" في المخابئ التابعة للقاعدة في منطقة المحفد ضجة، حيث شكلت هذه المعلومات مادة دسمة لوسائل الإعلام في البلاد بين الاستغراب والاستهزاء، فيما نفت مصادر محلية أن تكون هناك نساء مع عناصر القاعدة، لكن مصادر مطلعة أكدت لـ"الوطن"، أن حبوب منع الحمل تستخدمها جميع الميليشيات في الحروب كمخثر للدم، وتمكن الجريح بألا ينزف إلا قليلاً جداً.

في هذه الأثناء أكد مصدر أمني مسؤول القبض على اثنين من عناصر القاعدة من "أصول تونسية" يحملان الجنسية الفرنسية، وهما (مراد عبدالله عباد، وطه العيساوي من مواليد 1982)، وأكد المصدر بأن العنصرين الفرنسيين كانا ضمن خلايا التنظيم في حضرموت، وقد تم القبض عليهما خلال محاولتهما الهروب من أحد المنافذ الجوية.

من جانب آخر أكد مصدر عسكري مسؤول في المنطقة العسكرية الثالثة، مصرع الإرهابي القاعدي خبير المتفجرات تيمور الداغستاني في محافظة شبوة، بالإضافة إلى أحد القيادات "شايف محمد سعيد الشبواني"، بحسب مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا، الذي أكد مصرع الشخصين. وعد المصدر أن الشبواني يعد أحد أخطر عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي المطلوبة أمنيا وأحد العناصر القيادية، التي تقوم بالتخطيط والمشاركة في عمليات خطف واغتيالات في العاصمة، طالت رجال أمن وعدداً من الرعايا الأجانب وأدت إلى وقوع كثير من الضحايا في أوساط المواطنين الأبرياء. ونفذت الأجهزة الأمنية مساء أول من أمس ما أسماها المصدر "عملية نوعية"، استهدفت إلقاء القبض على أحد العناصر الإرهابية الخطرة في أمانة العاصمة، وذلك في ضوء تلقيها معلومات مؤكدة حول وجود وتحركات لبعض العناصر الإرهابية في صنعاء". وأشار المصدر إلى أن أفراداً من قوات الأمن تمكنوا من محاصرة الشبواني، إلا أنه بادر مباشرة بإطلاق النار عليهم، مما اضطرهم إلى الرد عليه ونتج عن ذلك مصرعه ومصرع شخص آخر كان برفقته. وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش في أبين واصلت تمشيط ما تبقى من مناطق وادي ضيقة والمحفد والقرى والمناطق المجاورة لتأكيد خلوها وتطهيرها تماماً من عناصر القاعدة، مشيرة إلى أن مديرية المحفد أصبحت خالية تماماً من أي وجود أو تمركز لأي جماعات إرهابية فيها. وزار محافظ أبين جمال العاقل وقائد المنطقة العسكرية الرابعة المعسكر الرئيس، الذي كانت تتجمع فيه العناصر المسلحة للتنظيم في منطقة الخيالة في المحفد، حيث تم العثور على عدد من العبوات الناسفة والمتفجرات والوثائق المتنوعة التي كانت تعدها عناصر القاعدة لتنفيذ عملياتها التدميرية، كما تم العثور على ثلاث مقابر جماعية حديثة تم فيها دفن عدد من قتلى القاعدة الذين لقوا حتفهم في المعارك الأخيرة، بالإضافة إلى كميات من العقاقير الطبية ومنها مخدرات وحبوب الشجاعة ومنع الحمل وإبر وقف نزيف الدم وكميات من التمور والأغذية.

فيما قُتل 5 عناصرٍ أمنيةٍ بإطلاق نارٍ من مسلحين مجهولين، على سيارةٍ حاولوا اقتحام نقطةٍ أمنيةٍ بالقرب من القصر الرئاسي في صنعاء ولاذوا بالفرار.