أيام قليلة فصلت تحركات زعماء عدد من العشائر العراقية، لخلق أرضية للتعامل مع "ولاية المالكي الثالثة"، وإقرار قوات رئيس الوزراء العراقي بعزل محافظة الأنبار عن العالم، وحتى إشعار آخر، لما تقول إنه "تطهير للمنطقة من العناصر المسلحة".

وفي التفاصيل، استفاقت المحافظة التي يعود لها أبرز محركي العشائر ضد نظام المالكي، على وقع عزل عن العالم، بعد أن قررت قوات المالكي قطع الاتصالات، والإنترنت، بحجة القيام بـ"عمليات تطهير"، وملاحقة العناصر المسلحة.

وقطعت قوات الجيش والشرطة جميع اتصالات الهاتف المحمول وشبكات الإنترنت عن مناطق الرمادي والفلوجة اعتباراً من ظهر أمس وحتى إشعار آخر، على خلفية تنفيذ عملية تطهير الفلوجة.

وقال الإعلامي في مجلس المحافظة عبدالرحيم الهيتي لـ"الوطن"، إن "قوات الجيش والشرطة طلبت، من كافة الدوائر والجهات المعنية المسؤولة عن الاتصالات والإنترنت في المحافظة قطعها عن مناطق الفلوجة والرمادي حتى إشعار آخر، على خلفية تطهيرها من جيوب تنظيم داعش".

وأشار إلى أن القوات الأمنية تعمل على رصد ومراقبة جميع التحركات وتجمعات العناصر المسلحة التي لن تستطيع التحرك دون وجود اتصال ومعلومات تنقل إليهم عبر شبكات الإنترنت.

ميدانياً، اندلعت اشتباكات عنيفة في قضاء الفلوجة أمس بين قوات الجيش وعناصر تنظيم (داعش)، إثر تنفيذ عملية عسكرية من ثلاثة محاور بإسناد من الشرطة ومروحيات الجيش.

وقال العقيد في شرطة محافظة الأنبار شاكر الدليمي لـ"الوطن"، إن الفلوجة شهدت اشتباكات مسلحة هي الأعنف بين قوات الجيش، بإسناد من الشرطة ومروحيات الجيش، وعناصر تنظيم (داعش) نتيجة قيام قوات الجيش بعملية عسكرية واسعة لمحاولة دخولها من ثلاثة محاور من منطقة السجر، شمالي المدينة، ومن منطقة المزرعة، شرقيها، ومنطقة النعيمية جنوبا، وإن الاشتباكات استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة من دون معرفة حجم الخسائر البشرية والمادية لدى الطرفين".

وكانت مصادر طبية في محافظة الأنبار، أعلنت أن "مستشفى الفلوجة استقبل جثث 13 شخصا و40 مصابا إثر قصف لقوات الجيش المتركزة خارج محيط الفلوجة بالمدفعية الثقيلة على مناطق متفرقة من المدينة".