عندما يطالب المشجع بتحويل الباطل إلى حق قد أتعاطف معه وأمررها؛ بحجة أن هذا المشجع يقيس الأمور بالعاطفة وليس بالعقل. ولكن عندما تصدر من مسؤول أو إعلامي فعندها يجب أن أضع كلتا يدي أمامه وأقول له: توقف.

في قرار الاتحاد الآسيوي القاضي بأن يلعب الاتحاد بمدرجات خاوية أمام العين الإماراتي؛ تنفيذا لعقوبة مستحقة، اختلط الرأي والعاطفة والمنطق ونقيضه بين المشجع والمسؤول.

مسؤولون كبار في اتحادنا وفي أنديتنا وإعلاميين يفترض أن يكونوا هم من يصفق للروح الرياضية والأخلاق، تحولوا إلى مشجعين يشجبون ويستنكرون وينددون، وحجتهم أن الفريق سيحرم من جمهوره، ولم يراعوا حق المنافس أن يلعب وسط أجواء رياضية لا تعكرها تصرفات هذا الجمهور الخارجة عن قواعد اللعبة وأنظمة المشرع لها.

مسؤولون كبار تحولوا إلى مشجعين يتسابقون في تقديم "قرابين" الولاء لمدرج خرج عن النص تسع مرات، دون أن يجد له من يقول له: توقف هذا لا يجوز.

إعلاميون أيضا دخلوا لعبة تقديم "القرابين" ببكائيات على الهواء، يتحسفون فيها على قرار كل حيثياته إنه يضبط الأجواء وينقيها ويمنع التجاوز.

المضحك أن المسؤول والإعلامي يبدأ حديثه بأهمية فرض الروح الرياضية، وتطبيق العقوبات على المتجاوزين، ويكمل النصف الآخر من حديثه بالبكاء على متجاوزين آخرين طبق عليهم ما كان يطالب به من عقوبات في أول حديثه.

الوطنية الحقة هي أن تبحث عن مدرج بلا تجاوزات، وناد بلا عقوبات، وتشجيع بلا مفرقعات، وليس أن تتحول إلى أداة تحركها العاطفة والخوف من ردة الفعل، والبحث عن بطولة في معركة وهمية مع عدو افتراضي.

أتفق مع من يطالبون بتشديد العقوبات على المدرج المتجاوز في الدول الأخرى، ولكن لا يمكن أن أمرر لهذا لمسؤول أو الإعلامي أن ينظر بعين الغضب للخطأ في مكان، ويغمض الأخرى عن نفس الفعل في مكان آخر، فالخطأ هو نفسه ودورك أن تشجبه أيا كان الفاعل، وفي أي رقعة جغرافية حدث.

أخيرا، أتمنى ألا يفسر كلامي بأنني ضد الاتحاد أو جماهيره، ولكن الشيء الأكيد أنني لا أتلون ولا أظهر بشخصيتين، ولا أبحث عن بطولة وهمية في المدرجات على حساب كلمة الحق والمنطق.

فاصلة

ـ حتى الآن لم أجد من يقنعني أو يجيب عن سؤالي: لماذ رفض طلب الأهلي والشباب في الموسم الماضي بتقديم الجولة الأولى لهما في الدوري قبل خوضهما البطولة الآسيوية، وتمت الموافقة للهلال والاتحاد هذا الموسم دون علم أو موافقة فريقي العروبة والفيصلي؟. طلبتك يا رئيس لجنة المسابقات جاوب هناك الآلاف غيري يبحثون عن السر.