في كل مرة يراهن المجتمع السعودي على وحدته ويكسب الرهان، رغم العديد من المحاولات التي أراد قادتها من خلالها أن يخلقون نوعاً من عدم الاستقرار في الشارع السعودي بعد القضاء على قيادات "القاعدة" وفلولها مستغلين بذلك هموم المواطن البسيط ليعزفوا على وترها لحن الفوضى، إلا أن غوغائيتهم ما هي إلا جنين مشوه في رحم "التنظيم"، يقابله وحدة أسسها الأجداد ويحملها اليوم أصلابهم.

ولعل المحاولات البائسة تكررت بشكل متواتر بالتزامن مع بلوغ مواقع التواصل الاجتماعي أوج نشاطها، إلا أن المواطن كان حاضراً بوطنيته، التي أحبطت كل المحاولات، وعاد الخاسرون من حيث أتوا، وبقي المواطنين حيث ولدوا حامين بلادهم، راضين بولاتهم.

"حنين" لعلها كانت البنت العاقة لوالدها البائس المتخم فشلاً، بعد أن فشلت هي كذلك، ولم يكن الشعراء بعيدون عن تلك الفترة أحدهم قال متسائلاً: "حنين ليش وكلنا خير ووقار.. وأذان مكة ما فقدنا سماعه.. حنين ليش وقائد الخير ما بار.. يعطي الحقوق لناسها كل ساعة"، إلى أن اختتم قصيدته ببيت من الشعر "يا جعل جسمه ما تنفس به النار.. من وحد الدار بفعايل ذراعه".

ولم يكن العقوق للأب الفاشل من تلك الفتاة فقط، فهي وشقيقاتها وأشقائها الأشقياء، كان فاشلون لسببين أولهم أن أباهم لم يحسن اختيار البلاد المناسبة لغوغائيته، وثانيها أنه أيضا لم يكن يعرف أن الشعب السعودي يتنازل عن كل شيء، إلا وحدته ووطنيته وحبه لهذا الوطن.

تبقى المملكة العربية السعودية، الوطن.. الأم الحنون.. ويذهب الأشقياء بمساعيهم ومخططاتهم أدراج الرياح.