كثير من سادتي وتاج رأسي/ أعضاء مجلس إدارة "بعد النسيان" الموقر، يعانون صداعاً مزمناً، يشتد فيتحول إلى دوارٍ أزمن، قبل أن يعتادوا أسلوب هذه الزاوية! ولكن بالله "عليكنكم" أيها أشد عبثاً بتلافيف أمخاخكنكم: شخابيط خرابيط لخابيط "بعد النسيان"، أم تناقضات المواقف السياسية والثقافية الغربية من قضايانا الشرقية؟ فتهديد قسٍّ سفيهٍ بحرق المصحف الشريف مدانٌ بكل لسانٍ، أما التعدي على "رسول الإسلام والسلام والرحمة" بأقذع الأساليب، وفي شتى وسائل الإعلام، فذلك من حرية الفرد في التعبير عن رأيه، المكفولة بكل الدساتير والقوانين الغربية! ولنفرض أن شخابيط خرابيط لخابيطنا أثرت في تلافيف مخك؛ فما الذي يؤثر في تلافيف مخ السيدة/ "ميركل" ـ مثلاً ـ لتستقبل رسام الكاريكاتير المشؤوم بوصفه بطلاً يجسد حرية الرأي "الغربية"، فيما يحاكم قانون بلادها من تسول له نفسه ـ ولو عند إشارة مرور ـ تقديم أدلةٍ ووثائق تستبعد ألفاً أو اثنين من ضحايا "الهولوكوست"/ المحرقة التي نصبها النازيون "لليهود"!!أما "المكاييل" المخـ/ـتلفة في "وزن" القضية الفلسطينية؛ فلا شك ـ ولاتطريز ولاتخريم ـ أنها هي العابث الأول والأخير و"النص نص" بتلافيف أمخاخنا منذ وعد "بلفور" ،إلى مفاوضات "إس إس السلام عليكم" للزميل/ "حكيم"! ولن نفاجأ إن توقفت؛ لأن صوت "حكيم" مزعج، بحيث لم نعد نعرف ماذا نريد بالضبط؟ وهل الأولى لدينا إقامة دولةٍ حقيقية، تتحمل كل الملفات بوصفها نداً كاملاً لإسرائيل، أم الاقتتال على "السلطة" الداخلية، الذي لن ينتهي إلا بقهقهة "نتن/ياهو" على ضعف الطالب والمطلوب؟! وإذا اعترفنا بتلف تلافيف أمخاخنا ـ بسبب الشمس لا بسبب تلك المكاييل "البريئة" ـ فما الذي أتلف تلافيف أمخاخ ساسة الغرب، وحكمائه، ومثقفيه؛ ليتواطأوا على دعم "إسرائيل" وحمايتها جيلاً بعد جيل؟ وبعبارة جادة: لم يعد خافياً أن الغرب ينظر للقضية من جانبٍ مخـ/ـتلف، ويفكر في الحلول من منطلق مخـ/ـتلف، ولو تساءلنا ـ كما تساءل "إداورد سعيد"/ المفكر والأكاديمي "الفلسطمريكي" ـ كيف ينظر الغرب للقضية؟ لربما اجتزنا كثيراً من العقبات، ووفرنا على أجيالنا كثيراً من التنازلات، بعد أن دفعنا كثيراً من الضرائب دماً زكياً، لن يغفر الشهداء لنا ضياعه هدراً! لقد دخل "إدوارد سعيد" تلافيف المخ الغربي، حاملاً القضية، وأوغل كثيراً في توضيحها للساسة والمفكرين الغربيين، وتوصل إلى كثيرٍ مما توصل إليه "الشعاراتيون العنتريون الشدادون" العرب، فرفض اتفاقية "أوسلو"، ووصفها بالمجحفة بحق الشعب الفلسطيني، ولكن بلغة الغرب، وبحساباته الإنسانية والسياسية، وبمنطقه "البراغماتي" التلافيفي! فكان وقع كتبه ومحاضراته أشد من "شواريخ" القسام، وخطب "الأنفاق" التي يتم تهريبها من الخارج؛ ولهذا منعها "ياسر عرفات" ـ رحمه الله ـ التزاماً باتفاقية "أوسلو" التي تنص على تحقيق الأمن الشامل الكامل لـ"إسرائيل"!