لو كنت مكان أحد المنتسبين أو العاملين في النادي الأهلي سواء كنت لاعباً أو إدارياً أو مشرفاً أو حتى رئيساً، لخجلتُ من نفسي، والتزمت الصمت المطبق عن التعليق والتبرير والاعتذار والتسويف بعد نزال الاتحاد، بل قبل ذلك، أيْ من بعد مباراتي الفتح ونجران، ولابتلعت لساني احتراماً وتقديراً لنفسي ثم لتاريخ هذا النادي العظيم الذي أنتسب إليه ولرموزه الذين مروا عليه ولكل جماهيره الوفية العاشقة الصابرة.

مشكلة إدارة الأهلي الحالية أنها تحب الضوء كثيراً وتود الظهور الساطع فيه دائماً بأي شكل وتحت أي ظرف، فالمهم أن تكون في الصورة وأن تتواجد في قلب الحدث سواء كان هذا الحدث سعيداً أم حزيناً جميلاً أم قبيحاً!! لدرجة أنني شعرت أنهم يطاردون هذا الضوء بدل أن يطاردهم ويذهبون إليه بحثاً عنه عوض ذهابه إليهم وبحثه عنهم!!.

ولو أن هؤلاء الأهلاويين يفكرون بعقل وعاطفة معاً، وفي ظل هذه المرحلة التي تعد الأسوأ في تاريخ النادي، لوضعوا على أفواههم شريطاً لاصقاً ولاتحدوا جميعاً وراحوا يفككون الخلل باستغراق وتأمل وهدوء تمهيداً لمعالجته دون جعجعة أو وعود أو ادعاءات أو (مهايط) الترزز في الفضائيات والصحف!! لأن المجد يصنعه الظل لا الضوء!

من حسن حظ الأهلي أن الهلال يمثل الوطن خارجياً فتأجل نزالهما، وإلا كانت كارثة بحق الأهلي، بهزيمة خامسة على التوالي!! لا أزعم اطلاعي على الغيب مقدار ما أنا موقن بحال الأهلي الذي لا يسر ولا يرضي ولا يجمل أبداً، بل هو يعيش حال (الفشيلة) ذاتها دون أن يرف لإدارته ولاعبيه ومشرفيه جفن وهات يا رغي ويا وعود وتصريحات وأمنيات وكأن المطالب تؤخذ بالتمني وليس غلاباً كما قال جدنا زهير بن أبي سلمى.

أكثر ما يحتاج الأهلي اليوم دماء إدارية جديدة لا أسطوانة تكرارهم!! وتكون هذه الدماء من أهل الكفاءة والخبرة والعقل والوعي بالممارسة الكروية لا من أهل الثقة والوجاهة وعدم النضج واللافهم بالمسألة الرياضية والكروية! الأهلي يحتاج تغييراً جذرياً شاملاً في كل مفاصله بلا استثناء فقد ترهل جسده وصار عليلاً بصورة قد تعجل هلاكه إذا استمر هذا العبث (يلعب) في عفش الفريق الكبير حتى يلغي هويته تماماً!!.

وعندما أقول وأصر على أن خلل الأهلي أساسه إداري بحت، فلأن النادي فرط في لاعبين يشكلون فريقاً كاملاً بل أضحوا من أهم الأوراق لدى أنديتهم الجديدة التي انضموا لها بعد أن رفضهم الأهلي أو رفضتهم بيئته التي لا تساعد على التميز والنجاح والإبداع.

صحيح أن الأهلي أكبر من أي لاعب، وأنا مع هذا القول الجازم الحازم لكني أختلف في طريقة المعالجة وإشهارها بذلك الأسلوب، ومع كامل احترامي للإدارة الخضراء فإن الأهلي كما كان يفتقد القائد داخل الملعب منذ رحيل حسين عبدالغني فهو أيضاً ما يزال يفتقد القائد خارج الملعب!! والأهلي أيضاً، ككيان، هو أكبر من الجميع لاعبين أو إداريين مهما كانت نجوميتهم أو وضعهم!! وفي رأيي الشخصي، غير المتواضع، أنه لن ينصلح حال الأهلي إلا إذا أمسك الأمير الخبير خالد بن عبدالله زمام الأمور بنفسه وعاد لرئاسة النادي والإشراف على اختيار الإداريين واللاعبين.. هل نظرتم إلى ملامح المدرب الجديد أثناء المباراة، لقد تفرستها وقرأتها مرة واثنتين وثلاثاً فرأيت ذهوله يتقاطر من جبينه ممزوجاً ببعض ظن، وليس كل الظن إثماً، بأنه قد يكون تسرع في قبول المهمة!! أما طارق كيال فقد أدى صياحه على اللاعبين أثناء المباراة إلى (انسحات) حلقه وقال للمذيع ذلك بعد النزال بل إنه اعترف بأنه كان يصرخ عليهم لإخراج بعضهم من حالة التوهان

ـ أي (التتنيح) ـ التي كان يلاحظها عليهم!! فعلاً شر البلية ما يضحك يا طارق!!

• • •

مبروك للقناة الرياضية السعودية انضمام المذيع المتألق رجاء الله السلمي إلى كادرها مقدماً للأستديو التحليلي لمباريات كرة القدم.

رجاء إضافة كبيرة للقناة فهو رجل مثقف ومتمكن لغة وصوتاً وأداء وفهماً كبيراً في مجاله.. وكم أتمنى من القناة الرياضية كمشاهد أن نرى رجاء الله قريباً في برنامج رياضي حواري نوعي من إعداده وتقديمه لأن رجاء بثقافته وحضوره القوي وبراعته في الحوار أكبر بكثير من حصره في الأستديو التحليلي!! كل التوفيق لأبي خالد.