الشعبية الجارفة لوسائل التواصل الاجتماعي بين السعوديين جعلت معظم الشركات تتخذ منها منصة لمخاطبة عملائها وإيجاد مساحة من التحاور معهم للتعرف على انطباعاتهم عن الشركة وقياس ردود أفعالهم على المنتجات وقرارات الشركة المختلفة، وهنا أصبح المستهلك شريكا في صناعة القرار وصياغة توجهات الشركات.

العديد من الشركات السعودية تعاملت بحرفية مع وسائل التواصل الاجتماعي واستطاعت تحقيق الريادة فيها حتى إن بعض الشركات صنفت على مستوى عالمي ومنها شركة المراعي، التي وردت مؤخراً كثاني أعلى شركة تفاعلاً بين شركات السلع الاستهلاكية عالمياً بعد شركة نستله، وذلك ضمن تصنيف شركة سوشيال بيكرز المتخصصة في مجال رصد وتحليل مواقع التواصل الاجتماعي.

ظهور مؤسسات وشركات ومنشآت سعودية في مواقع متميزة على مستوى العالم على صفحات التواصل الاجتماعي أمر يعد جديداً على منشآتنا، فقد اعتدنا وصول بعض الشركات والمؤسسات السعودية إلى العالمية من حيث القدرة الإنتاجية والميزة النسبية في السلع ونفاد منتجاتها وسلعها إلى عشرات الدول في العالم، أما ما نشاهده اليوم من ظهور بعض الشركات الكبرى في مواقع متقدمة على صفحات التواصل الاجتماعي فأمر يجعلنا نتوقف أمامه كثيرا، ويؤكد أن بعض منشآتنا لم تحقق اسما ومكانة تجاريا بسلعها ومنتجاتها، بل أصبحت لها مكانة كبيرة وتواصل مع البرامج الأكثر متابعة على شبكة الإنترنت.

وتبين الأرقام حجم متابعة موقع الفيسبوك، حيث وصل عدد مستخدميه إلى مليار مستخدم، فيما وصل الإعجاب إلى ترليون ضغطة منذ فبراير 2009 وحتى عام 2013، كما أن هناك أكثر من 140 مليار اتصال بين الأصدقاء، وأكثر من 219 مليار صورة مرفوعة في الموقع، وأكثر من 17 مليار تحديث تم نشره في الموقع و62 مليون أغنية تم تشغيلها في الموقع وتم تشغيلها أكثر من 22 مليار مرة. هذه أرقام تجعلنا نقر جميعا بمدى أهمية برامج التواصل الاجتماعي التي يتابعها نحو المليار شخص في العالم وملايين العرب.