من النادر أن تجد فنانا عربيا مثقفا، ثقافة حقيقية، ومن النادر جدا أن يتحدث فنان عربي فيجبرك على الإنصات إليه لمدة تتجاوز النصف ساعة.

محمود حميدة، الفنان الكبير والمثقف الحقيقي، لم يخرج إلى الفضائيات، منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن سوى مرة واحدة.

كان أول حديث محمود حميدة، عبر إحدى الفضائيات المصرية، عن أهمية الكلام ومسؤوليته، مشيرا إلى أنه امتنع عن الكلام إلى الإعلام، طوال هذه الفترة؛ لأنه ليس من حقه أن يتكلم عن ثورة لم يصنعها هو وجيله، في الوقت الذي لم يبق فيه فنان مصري لم يشغلنا بأحاديث الثورة صباح مساء.

فكرة محمود حميدة باختصار في حديثه عن الثورة، هي أن كل من تجاوز عمره الـ50 عاما، فلا يحق له الحديث عن ثورة صنعها الشباب بمفردهم في الشارع.

الفكرة الأخرى لمحمود حميدة عن الثورة، وهي الفكرة التي أعجبتني جدا، أن كل مصري تجاوز الـ50 عاما هو فاسد بالضرورة، ذلك أن عمره قد قضاه في خدمة نظام فاسد، ولم يتكلم ولم يثُر طوال الـ50 عاما، وبالتالي هو من منظومة الفساد والصمت وليس الثورة، وعدّ محمود حميده نفسه أحد الفاسدين.

بالله عليكم، من يتكلم الآن مثل محمود حميدة؟!