اضطر تنظيم حزب الله إلى تقليص عملياته العسكرية داخل لبنان وخارجه، بعد أن دخل مراحل متقدمة من صراع الشح المالي مع مموليه.

وأبلغت "الوطن" مصادر غربية تقيم في العاصمة اللبنانية بيروت، أن الحزب بدأ يسيّر عملياته الحالية بـ"ربع موازنته المالية"؛ مرجعة الأسباب إلى الزج بمقاتليه في الصراع السوري، خاصة "قوات النخبة"، وتناقص الدعم الإيراني المقدم له خلال الفترة الأخيرة؛ لانشغالها بالملف النووي، إلى جانب التوقف الكلي للدعم الذي كان يتلقاه من نظام بشار الأسد لتركيزه على الحرب الداخلية، واكبها إعراض التجار اللبنانيين المتضررين من عمليات التفجير، التي ضربت مصالحهم بالضاحية الجنوبية أخيرا ـ معقل حزب الله ، واضطرارهم إلى البحث عن مواقع آمنة لاستثماراتهم.




قالت مصادر غربية تقيم في العاصمة اللبنانية بيروت لـ"الوطن"، إن حزب الله قلص "مضطراً"، عملياته في الداخل والخارج، لشح مالي طرأ عليه مؤخراً، قاده لأن يسير أمور تلك العمليات بما مقداره "ربع" موازنته المالية، التي كان يضعها لتسيير أعماله على أساساها في السابق.

المصادر ذات الاطلاع على سياسات الحزب، أرجعت ذلك لعدة أسباب، أبرزها، "الزج بمقاتليه في أتون الصراع السوري، خصوصاً "قوات النخبة" التي يصرف عليها الحزب أكثر من ربع موازنته في السابق، بالإضافة إلى نقص كبير في الدعم الإيراني المقدم له خلال الفترة الأخيرة، وتوقف الدعم المقدم له فيما مضى من نظام بشار الأسد "كلياً"، وإعراض التجار اللبنانيين ممن تضرروا من عمليات التفجير التي ضربت الضاحية الجنوبية أخيراً – معقل حزب الله – عن البقاء في المنطقة، مما قادهم للنظر في غير مواقع، من أجل استمرار أعمالهم التجارية، لفقدانهم الأمن في تلك الجهة من لبنان، والتي يسيطر عليها الحزب بشكل كامل، ويتفرد بإدارتها أمنياً وتجارياً وأكثر من ذلك".

ويصرف الحزب على قوات النخبة، الجزء الأكبر من موازنته السنوية التي يتحصل عليها من المنضوي تحت مشروعهم، كالجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونظام بشار الأسد في دمشق، ونشاطات "مشبوهة" كالمخدرات وغيرها.

أما النقص في التمويل الإيراني للحزب، فقالت المصادر "إن طهران اضطرت لتقليل الدعم المقدم لحزب الله في لبنان، لانشغالها في تسوية ملفها النووي مع القوى العالمية، هذا بالإضافة إلى وضع التخلي ورفع اليد عن الحزب ضمن أحد الشروط من قبل مجموعة "5 + 1"، لتسوية الملف النووي الإيراني".

ويبرز بحسب المصادر، توقف الدعم السوري "كلياً" عن حزب الله، جراء انشغال النظام السوري في صب كل ما يملك من مال على الحرب الدائرة في الأراضي السورية. ومن هنا انقادت المصادر للقول "النظام السوري في الأساس اتجه أخيراً إلى عدة دول، من بينها عربية – لم تسمها – للاستنجاد بها، مالياً، وحتى لتمويله بالنفط".

أما المستثمرون اللبنانيون، من تجار الداخل، ممن كانت لهم استثمارات في الضاحية الجنوبية، فقد انصرفوا بعد تعرض المنطقة لعدد من الأعمال الإرهابية، وسارعوا للبحث عن مناطق بديلة، كانت أبرزها، طرابلس في شمال لبنان ذات الغالبية السنية، وبعبدا عاصمة جبل لبنان ذات الطابع المسيحي والدرزي، نظير فقدانهم الأمن، مما انعكس على استثماراتهم، بعد أن شعروا بالإفلاس في المنطقة التي يضعون استثماراتهم بها، والتي كان يعول عليها الحزب بشكلٍ أو بآخر.

ويتضح أيضاً من حديث المصادر الغربية، أن حزب الله قلص من عملياته، للتركيز "مالياً" على من يصفهم بـ"قوات النخبة"، و"أذرعته الإعلامية"، مما قاده لأن يستغني عن كثير من العمليات التي كان يقوم بها في السابق، ككثافة النقاط الأمنية من مرور وأمن، وعملياته في الداخل اللبناني كالرصد والمتابعة، لصرفه كثيراً من عناصره، جراء عدم توفر الإمداد، ويسبق ذلك، وضع عدد منهم في الصراع السوري.