هل اشتعلت لتطفأ ما بين فضيلة الشيخ الدكتور علي الحكمي وبين "بلدياته" المصادم الدكتور حمود أبوطالب؟
والقصة أن الأخير كتب مقالاً بعنوان "هيئة كبار الوطنيين"، فرد عليه الأول ببيان طويل، وهنا أرجو ألا تظنوا أنني سأنحاز للكاتب على حساب فضيلة الشيخ. نحن نريد هنا أن نؤسس لحوار جاد صريح وأنا مؤمن أنه لا توجد في وطننا هيئة أو فرد فوق سقف الحوار وخارج مربع الأسئلة والأجوبة. كلنا بشر نخطئ مثلما نصيب، وقد يكون الدكتور حمود أبوطالب قاسياً في مقاله إلى الحد الذي أفقده التركيز على الفكرة "الاستثنائية" التي أعتبرها شخصياً ذروة مقالاته لهذا العام، لو أنه صب عليها شيئاً من حبيبات البرد أو الماء البارد. لكن الصحيح أيضاً أن بيان فضيلة الشيخ في الرد عليه كان كتلة جمرات "ترمي بشرر"، بكل ما فيه من الأوصاف والنعوت والتهم الحمراء التي لا ترقى إلى قاموس عالم جليل مثل مقام وسيرة فضيلته.
وبعد قراءات متكررة للمقال والبيان في الرد عليه سأقول بكل وضوح ما يلي: أولاً فمن الخطأ بمكان أن نشكك في دور ومكانة كبار العلماء وهذه عقيدة نتقرب بها إلى الله عز وجل. ولكن، ثانياً، نحن نريد منكم يا فضيلة الشيخ مواقف واضحة تستبق حدوث الفتن، لا بيانات بعد وقوعها وزلزلتها بزمن. نحن لم نسمع منكم، يا فضيلة الشيخ، حرفاً واحداً عن القاعدة وضلالاتها إلا بعد الانفجار الثاني في قلب عاصمة التوحيد وهذه حقيقة مؤرشفة. نحن لم نقرأ لكم حتى اللحظة بياناً جماعياً واضحاً تجاه "داعش" التي كانت واحدة من أكبر صور تشويه هذا الدين العظيم بما يقرب من عشرة آلاف شاب سعودي، ولست متأكداً تماماً، للحق، من هذا الرقم. نحن ثانياً، يا فضيلة الشيخ علي الحكمي، نعرف أن هذه الآلاف من شبابنا التي خرجت للقاعدة وكل ذيولها التي تتخذ اليوم عشرات الأسماء وألوان الألوية لم تخرج لأنها قرأت كتب سارتر وجاك دريدا، ولا الكواكبي أو مالك بن نبي. كلنا وأنت أولنا، يعرف تماماً أن هؤلاء منتج المصنع المحلي الضخم. من المدرسة والمنهج، ومن النادي الصيفي إلى المعسكر. هم نتاج الندوة والمحاضرة، والخيمة والاستراحة الخفية. إن كانوا على حق فقولوا لنا بوضوح، وإن كانوا على باطل فلماذا الصمت والكسل.
نحن يا شيخنا أمانة في أعناقكم وأنتم من قَبِل بطواعية حمل هذه الأمانة.