نعم، اللقاء الذي يكون فيه الضيف، الفنان الكبير محمد صبحي، هو انفراد بكل ما تعنيه كلمة انفراد من الناحية الإعلامية.

أبداً لم يكن اللقاء الأخير للفنان محمد صبحي قبل أيام، على قناة cbc المصرية، لقاء عادياً، لا في المضمون، ولا في حصرية الظهور، لفنان جاد، لم يحترق وجهه فضائياً من كثرة الظهور كغيره.

تحدث محمد صبحي حديث الفنان المثقف الجاد والمهموم والوطني بصدق عن هموم كثيرة، ليس أولها الثورة المصرية وشجونها التي لا تنتهي، وليس آخرها هموم المسرح.

قد تكون قيمة محمد صبحي السينمائية، وحتى الدرامية أقل بكثير من قيمة محمد صبحي المسرحية، وهو واحد من الفنانين القلائل الذين صعدوا بقيمة المسرح فكرياً، من درجة التسطيح إلى درجة العمق والتميز والاختلاف.

لهذا كان كلامه في البرنامج عن المسرح، كلام المحب المهموم لأبو الفنون، خاصة وهو يقول إن المسرح المصري مات من قبل الثورة بعشر سنوات، وهو محق في ذلك.

كثيرة التقاطات ودرر ذلك اللقاء، ومما أعجبني فيه هو رفض صبحي أربع مرات منصب وزير ثقافة، لأنه يقول: كيف انتقد الحكومة في مسرحي وأنا وزير فيها.

بهكذا حوار، وبهكذا قيمة، يكون اللقاء بمحمد صبحي انفراداً.