أقر مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة حسين الرويلي بعدم وجود رؤية واضحة صاحبت تنفيذ مشروع البرج الطبي بمستشفى الملك فهد بالمنطقة لما سيخصص له، وبالتالي دخل عليه كثير من التعديلات أسهمت في تأخر تسليم المشروع، مشيرا إلى أنه سيتم في المرحلة الأولى نقل العيادات الخارجية من المستشفى للبرج، لحين البت في استخدامات الأدوار الأخرى للمشروع، مبينا أن البرج الطبي جاهز من حيث الإنشاءات، وتم طرح منافسة التجهيزات من قبل الوزارة، إضافة إلى مباشرة لجنة الشهر الماضي مهامها لاتخاذ جميع ما يلزم من إجراءات والتنسيق مع الجهات المعنية لسرعة تشغيله البرج.

وكشف الرويلي في تصريح إلى "الوطن"، عن معاناتهم من عدم إقبال المقاولين على تنفيذ المشاريع الصحية في المنطقة، والتي تقل تكاليفها عن 20 أو 30 مليونا، مما يضطرهم إلى تسليمها لمقاولين دون المستوى، مرجعا أسباب تأخر بعض المشاريع الصحية إلى صعوبة التضاريس للمواقع، وسوء الأحوال الجوية، وكذلك صعوبة وجود المواد الخام، موضحا أن المديرية سارعت إلى إيجاد حل عاجل لانهيار مستشفى المندق العام من خلال إنشاء ارتداد لتأمين الموقع، إضافة إلى طرح منافسة لعمل حماية للمستشفى ورفعها للوزارة للاعتماد.

مدير صحة الباحة الذي اعترف أيضا بمعاناتهم من صعوبة الاستقطاب والتعاقد مع الاستشاريين، أكد أنهم مثلما يعانون من تأخر إنجاز المشاريع، فإنهم يعانون أيضا من صعوبة الاستقطاب والتعاقد، واصفا الأمر بـ"المقلق" للجميع، لافتا إلى أن احتياج صحة المنطقة من الكوادر الطبية المتخصصة يبلغ 486 طبيبا، منهم 166 طبيباً مقيما، و210 أطباء نواب، و110 استشاريين في تخصصات الباطنة العامة، وأمراض القلب والنساء والتوليد والأشعة التشخيصية، إلى جانب جراحة العظام وطب الطوارئ والمختبرات وبنوك الدم والتخدير والأنف والأذن والحنجرة وجراحة الأوعية الدموية، معترفا بوجود ندرة في العنصر النسائي الطبي بشكل عام في جميع التخصصات، خصوصا طبيبات النساء والولادة، إلا أنه كشف عن عزمهم على استقطاب طبيبات في جميع التخصصات الأخرى سواء عن طريق التعاقد الداخلي أو الخارجي.

ولفت الرويلي إلى وجود خطط مستقبلية لإنشاء مستشفيات جديدة، مفضلا عدم ذكرها قبل اعتمادها في الميزانيات المقبلة، مضيفا "نعمل مع المختصين في الوزارة لرفع السعة السريرية سعيا لتغيير نطاق الخدمة لبعض المستشفيات القائمة"، جازما بأن تسعيرة الدواء في القطاع الخاص تخضع لإجراءات نظامية لا يمكن تجاوزها بحيث تتم طباعة سعر الدواء على العبوات الخاصة بها قبل التسويق لضمان عدم التلاعب فيه. وبين أن العمل يجري على تنفيذ عدد من المشاريع الصحية والداعمة للخدمات الصحية بتكلفة إجمالية تتجاوز 241 مليون ريال، كما أنه تم تدشين عدد من المشاريع الصحية خلال العام الجاري ومن أهمها: مستشفى بلجرشي العام الجديد بسعة 300 سرير، ومستشفى القرى العام بسعة 50 سريرا، إلى جانب افتتاح 3 مراكز صحية، فيما يجري العمل حاليا على استئجار مبان لـ3 مراكز أخرى.

ولم يخف مدير صحة الباحة قصورهم في كثرة شكاوى الأخطاء الطبية بسبب عدم شرحهم لمفهومها الحقيقي، قائلا: "الطبيب ملزم بشرح تفاصيل الإجراء الجراحي أو العلاجي أو التأهيلي للمريض لتوضيح الصورة لديه"، كاشفا في الوقت نفسه تلقي إدارة المتابعة بصحة المنطقة لأكثر من 90 شكوى "خطأ طبي" خلال الأشهر الماضية من العام الجاري، إلا أنه بعد التقصي فيها من قبل المختصين في الإدارة تم حفظ 70% من القضايا لعدم ثبوت وجود مؤشرات خطأ طبي، في حين أثبت الهيئة وجود الخطأ في 3 قضايا، أما المتبقية فأحيل جزء منها إلى الهيئة الصحية الشرعية بالباحة، وجزء آخر للجنة المخالفات الطبية ومنها إلى وزارة الصحة، كما أن بعض من هذه القضايا ما زال تحت البحث.

وأكد الرويلي أنهم يعملون على حث القطاع الخاص من خلال مجلس المنطقة للاستثمار في بناء المدارس العالمية والمستشفيات الخاصة لدعم عملية جذب الأطباء الكفاءات للمنطقة خصوصاً الأجانب.