أقر نائب الرئيس السابق في جنوب السودان رياك مشار الذي يقود تمرداً ضد الجيش السوداني الجنوبي منذ منتصف ديسمبر الماضي، بأنه لم يعد يسيطر تماماً على قواته المتهمة بارتكاب فظائع، وقال "لا يمكنني القول إنني أسيطر عليهم. وسأكون كاذباً لو قلت ذلك. لكنا نأمل التمكن من السيطرة عليهم لأننا ندربهم ونأمرهم بالانضباط".

وأشار مشار إلى أن جمع مناصريه في قوة من شأنها الاستمرار وضمن بنية قيادية يتطلب وقتاً، وأضاف "لدينا أيضاً مقاتلون متطوعون ومدنيون يملكون أسلحتهم الخاصة انضموا إلى المعركة". وأدت الخصومة السياسية بين الرئيس سلفا كير ورياك مشار إلى انقسام الجيش على خلفيات قبلية، واتهمت منظمات دولية الجانبين بارتكاب مجازر وتجاوزات بحق المدنيين، ودعت الأمم المتحدة وواشنطن كلاً من كير ومشار إلى معاقبة المسؤولين عن هذه الفظائع.

وأضاف مشار "أريد سلاماً يستند إلى تحميل المسؤوليات، لا أريد سلاماً يقوم على الإفلات من العقاب"، مؤكداً أن جماعته قدمت تنازلات من أجل السلام أثناء اجتماعه مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا في نيروبي أول من أمس، حيث أعلن التزامه بخارطة الطريق من أجل السلام التي وقعها في أديس أبابا أوائل الشهر الجاري.

وأردف قائلا "أريد أن أؤكد التزامنا بها. وقعناها بلا إكراه. شعرنا أنها وثيقة تسوية. على الرغم من أنها لم تلب كل مطالبنا. لكن علينا تقديم تنازلات من أجل السلام. لذلك قدمنا تنازلات وسنستمر من أجل السلام. لنواصل تقديم تنازلات ليتسنى عودة السلام إلى جنوب السودان".

في غضون ذلك، عثرت السلطات بدولة الجنوب على 20 جثة مقطوعة الرأس في أحد أحياء العاصمة جوبا. وذكرت مصادر طبية أن الجثث نقلت بإشراف الأمم المتحدة إلى المستشفى. حيث باشرت السلطات الأمنية التحقيق لكشف ملابسات تلك الواقعة، والتعرف على الجثث.

من جهة أخرى، جدد زعيم حزب الأمة الصادق المهدي التزامه بمواصلة الحوار الوطني، وأكد لدى لقائه وفد نقابة المحامين بمحبسه في سجن كوبر، أن موقفه مبدئي واستراتيجي بقصد الخروج من كل أزمات البلاد. وكان المهدي قد اتهم قوات الدعم السريع التي كونتها الحكومة مؤخراً لمساعدتها في القضاء على الحركات المتمردة، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مما دعا السلطات إلى فتح بلاغ في مواجهته.