يحل الشاعر العربي عمرو بن كلثوم ضيفا على سوق عكاظ في دورته الثامنة من خلال المسرحية الرئيسة للسوق التي تجسد في كل عام شخصية من شخصيات شعراء المعلقات العرب. وناقشت اللجنة التنفيذية لسوق عكاظ أمس في اجتماعها الذي عقد برئاسة رئيس اللجنة التنفيذية لسوق عكاظ محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز بن معمر الاستعدادات للدورة السابعة للسوق التي من المزمع أن تنطلق في مطلع ذي القعدة المقبل. وناقش الاجتماع بحضور أمين سوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري تشكيل اللجان العاملة في السوق وتحديد المهام والجهات الداعمة والراعية للفعاليات وميزانيات الجوائز وحفل الافتتاح والمسرحية الرئيسة للسوق والخطة الإعلامية.

وفي الوقت الذي قال فيه أمين سوق عكاظ إن مسرحية سوق عكاظ في دورته القادمة لم يحدد كاتب نصها، أو فريق العمل الذي سينفذها، استبق الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي الأحداث قائلا لـ "الوطن": إن مسرحيات عكاظ تسند إلى المقاولين، وأضاف: "في تصوري أن الأمانة العامة لسوق عكاظ بطريقتها هذه تحرك كل عام العرض المسرحي، المسرح ليس شغل مقاولات، المسرح مختلف تماما والمناقصات والمتعهد يضران بالعمل الفني وتصرف مبالغ كثيرة في تبذير واضح".

وأوضح الحارثي الذي سبق أن كتب نص مسرحية عنترة بن شداد في دورة سابقة: طرحنا فكرة أن نقدم 5 عروض مختلفة عن نفس الشخصية وبالتالي تعرض 5 مؤلفين و5 مخرجين و5 عروض، وتقدم ولكن للأسف الشديد لا تزال الأمانة العامة في فكرها المنمط حول المتعهد والمناقصات، واعتذروا بحجة أن هناك متعهدا".

وتابع الحارثي أحد مؤسسي ورشة الطائف المسرحية قبل حوالي ربع قرن: أن غياب الطائف يمثل علامة استفهام كبيرة الكل يطرحها رغم ما حققته فرق الطائف من إنجازات مسرحية على المستوى العربي، ولكن دائما زامر الحي لا يطرب، فالأمانة العامة تحديدا وأعنيها مباشرة تتعمد تهميش مسرح الطائف في كل عام، وأنا أتحدث عن مجموعة كبيرة من الممثلين والمخرجين، ورغم ذلك لم يتم الاستعانة بهم والخلل في الأمانة العامة وهي مسؤولة عن كل الربكة التي تحدث في كل عام"، وأضاف "الأمانة تشغل بطريقة المقاولات يأتون بشخص متعهد ويعطونه مبلغا وهو يأخذ من المبلغ الجزء الأكبر ويصرف الجزء اليسير أو أقل ما يمكن على العمل المسرحي. وفي كل عام تظهر المسرحية بشكل غير جيد مع اختلاف الكتاب والمخرجين والممثلين لأن هناك خللا وهي تخضع لفكر المقاول". وقال إن في الطائف العديد من الفرق المسرحية حتى من خارج الجمعية، ولكنها مهمشة أيضا، فرقة الطائف هي الوحيدة التي عرضت في 33 مدينة عربية ومع ذلك لا تزال الأمانة العامة لسوق عكاظ تمثل المشكلة الحقيقية للطائف.

وحول تجربته في كتابة نص مسرحية عنترة بن شداد الذي أخرجه مسرحيا أحمد الصمان قال فهد ردة الحارثي: حاولت في تلك المسرحية التركيز على شخصية عنترة من خلال البعد عن خلق الحالات والمواقف التي قد تضعف شخصيته في المسرحية، فيما لو تم التداخل معها مثل حرب داحس والغبراء، وشخصيات مثل الملك زهير وعروة ابن الورد وحروب الفرس والكثير من الشخصيات التي تعاصر، وشخصية عنترة الشعرية تفرض نفسها، حيث أوردت في النص الكثير من النصوص المسرحية الشعرية على اعتبار أن اسم عنترة كما اقترن بالفروسية والحب فقد اقترن بالشعر، واخترت منه نماذج كثيرة لكي أتيح للمخرج فرصة اختيار ما يريد منها وما يخدم الشكل البصري، مع الاستفادة من قصائد عنترة في عمل الروابط بين اللوحات في المسرحية، وذلك بتلحين بعضها وأداء الجوقة للبعض الآخر وفق الرؤية الإخراجية، غير أن الرؤية الإخراجية حينها لم تكن موفقة أبدا، وأخفقت في تقديم النص كما كتبته.

يشار إلى أنه سبق لمهرجان سوق عكاظ منذ انطلاقته تقديم عروض مسرحية مستوحاة من معلقات الشعر الجاهلي الشهيرة، حيث قدمت مسرحيات عن امرئ القيس، طرفة ابن العبد، وزهير بن أبي سلمى.

وكانت أمانة سوق عكاظ قد أعلنت الشهر الماضي عن مسابقات سوق عكاظ بمختلف فئاتها وحددت التاسع والعشرين من الشهر الحالي آخر موعد لاستلام الأعمال المرشحة، لجائزة شاعر عكاظ، وشاعر شباب عكاظ، وجائزة الخط العربي، وجائزة التصوير الضوئي، ومسابقة الحرف اليدوية، وجائزة الفلكلور الشعبي، وجائزة الإبداع والتميز العلمي،