واصل الصحفيون السودانيون احتجاجاتهم ضد تدخل الأجهزة الأمنية في عملهم، ونظموا بالأمس وقفة احتجاج أمام المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، وسلموا مذكرة تندد بتعليق صدور صحيفة "الصيحة"، التي تواجه بلاغات فتحها ضدها جهاز الأمن والمخابرات قبل أن يقوم بإغلاقها؛ لنشرها وثائق تدين شخصيات مرموقة داخل الحكومة بتهمة الفساد ونهب المال العام. وكانت "الصيحة" قد تحدثت عن ملفات متصلة بفساد نافذين بالدولة، مما أثار ردود أفعال واسعة. ويواجه 13 من العاملين في الصحيفة بلاغات مفتوحة من جهاز الأمن، إذ تستدعيهم نيابة أمن الدولة يوميا في عدد من البلاغات المتعلقة بتقارير وأخبار وأعمدة نشرت خلال عمر الصحيفة القصير، الذي بدأ في العاشر من مارس السابق.

وقال رئيس التحرير الطيب مصطفى، إن الوقفة الاحتجاجية تأتي احتجاجا على الإجراءات الاستثنائية والمخالفة للدستور، التي تعرضت لها الصحيفة الوليدة، وإن المشهد الإعلامي يشهد "انتكاسة مفزعة" في زمن الحوار الوطني، إذ أصبحت الهجمة الأمنية على الصحف أكثر شراسة، وتفشت ظاهرة تفتيش دور الصحف، وسط مباركة رئاسة الجمهورية وتهديد وزير الإعلام، وأبدى أمله في استجابة السلطات لمطالبهم العادلة والدستورية بضرورة إبطال تعليق صدور "الصيحة".

من جهة أخرى، أكد نائب رئيس جنوب السودان السابق زعيم المتمردين، الذي يخوض حربا ضد الحكومة في جوبا، رياك مشار أنه يمكن أن يعقد مصالحة مع خصمه سلفا كير بعد توقيع اتفاق سلام شامل وعقد مصالحة اجتماعية، مشددا على أن الخلاف ليس شخصيا. وأضاف أن جولته التي يقوم بها إلى كل من كينيا وإثيوبيا وجيبوتي والسودان، تمت بمبادرة من دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا "الإيقاد". وجدد مشار التزامه بالاتفاق الذي وقعه مع الرئيس كير في التاسع من مايو الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. في سياق أمني، تجددت أعمال النزاع القبلي في ولاية جنوب كردفان، فقد لقي 41 شخصا مصرعهم وجرح آخرون في نزاع حول أرض بين فرعين لقبيلة المسيرية، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وتطور الأمر إلى ما يشبه الحرب.