وسط استهجان عالمي من تمديد رأس نظام دمشق لنفسه البقاء في السلطة، لولاية ثالثة من جديد، دون إعارة ما شهدته سورية خلال الأعوام الثلاثة الماضية من دمار وتشريد وقتل للشعب، خرج بشار الأسد إلى أنصاره، لمطالبتهم بعدم الابتهاج بـ"الرصاص"، معللاً مطالبته تلك، بحسب ما نقلت على لسانه وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، بقوله "إن جنودنا البواسل بحاجة إلى الرصاص على الجبهات، لحماية الوطن، ومحاربة الإرهاب".

تلك الدعوات "الأسدية"، قابلها الائتلاف الوطني السوري، بحسب بيان أصدره هو الآخر، بالمطالبة بـ"تغيير موازين القوى" على الأرض، لإجبار نظام الأسد على القبول بالاتفاقيات الدولية، التي تشكل الأساس لحل سياسي في سورية، في إشارة إلى بيان جنيف.

وأكد الائتلاف أن انتخابات الأسد "غير شرعية ولا تمثل الشعب السوري، وأنها تستوجب ضرورة زيادة الدعم للمعارضة. فنظام الأسد أنهى يوم أمس – الأول - آخر فصول المسرحية الهزلية، وذلك بإعلان فوز المجرم بشار في انتخابات قاطعها معظم السوريين، فيما أجبر الطلاب والموظفون على المشاركة تحت التهديد والوعيد، وقد تم بطبيعة الحال إغفال وشطب أكثر من 9 ملايين نازح ولاجئ في سورية ودول الجوار".

أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري قال "إن بشار الأسد سيعلن أمام العالم أنه أعيد انتخابه مرة أخرى رئيساً لسورية، والحال أن الانتخابات برمتها ليست سوى عملية نصب واحتيال على الشعب والعالم، ونتائجها معروفة سلفاً، هذا ناهيك عن أن المستبدين لا يتم انتخابهم، بل يتمسكون بالسلطة، وليس خافياً أن محاولة الأسد التظاهر بأنه يشرف على انتخابات معترف بها قانونياً، بعد كل جرائم القصف والتجويع والذبح التي مارسها على الشعب طيلة السنوات الثلاث الماضية، إنما يرمي في الحقيقة إلى إسباغ لبوس من المشروعية على النظام الديكتاتوري".

وكان رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، أعلن مساء أول من أمس عن فوز الرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية السورية والتي أجريت مؤخراً، وذلك بحصوله على 88.07 % من نسبة التصويت، وحصول المرشح الدكتور حسان نوري على 4.03 %، والمرشح الثالث ماهر حجار 3.02 %.

ويأتي إعلان فوز الأسد في الانتخابات الرئاسية، وسط تشكيك كبير في نزاهتها، واتهامات بالجملة بوجود عمليات تزوير في العملية الانتخابية قام بها النظام السوري، من أجل فوز الأسد، والإيحاء بتأييد الشعب السوري، وحبه للرئيس المجرم الذي قتل مئات الآلاف من الشعب السوري وشرد الملايين.