تركت فعاليات الملتقى التشكيلي الرابع التي اختتمت أخيرا بمنطقة الجوف، الكثير من علامات الاستفهام حول جدوى الملتقيات التشكيلية التي تنظمها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في بعض مناطق المملكة بالتنسيق مع فروعها، وكيفية الإفادة من نتاجها التشكيلي.

عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية الفنان ناصر الموسى قال لـ "الوطن": الملتقيات ظاهرة صحية لما فيها من حوارات ولقاءات وممارسات تشكيلية واطلاع على التجارب التشكيلية المتنوعة، وأقترح أن يفعل نتاج الملتقى من الأعمال الفنية التشكيلية لمعارض متنقلة وأن لا تبقى حبيسة الأدراج، إضافة إلى تفعيل حوارات حول المنتج الفني للملتقى، وترك النقاشات الجانبية التي لا تخدم الملتقيات، مثل: السكن، والتغذية، والمكان. كما يقترح الموسى زيادة الأيام المحددة للملتقيات، واختيار المشاركين فيها بعناية على أن لا يزيد العدد عن 15 مشاركا من ذوي التجارب الجادة، وبقية الحضور من أبناء المنطقة للاستفادة والوقوف على تجارب المشاركين. ويتفق مع الموسى مدير الجمعية السعودية للفنون التشكيلية فرع ينبع الفنان سامي بن عبد الله البار من حيث نوعية وعدد المشاركين، مضيفاً بأن بعض الملتقيات تهتم بإشراك عدد من فناني الدول العربية ظناً منها أن ملتقاهم أصبح عربياً دون النظر إلى مستويات من أشركوهم، واقترح أن يكون الاختيار وفق منهجية علمية، ومن قبل فنانين متخصصين بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات لكي تحصل الفائدة ويتحقق الهدف. وأضاف البار بأنه على الرغم من اجتهاد بعض فروع جمعية الثقافة والفنون في ملتقياتهم إلا أن هناك فروعا أخرى لم تؤد الدور المطلوب منها بشكل احترافي.

ويذهب مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي إلى ضرورة الدقة في اختيار المشاركين بعيداً عن المجاملات، مضيفاً بقوله: الملتقيات تساهم في خلق أجواء فنية تفاعلية بين الفنانين وبين الفنان والجمهور بشرط جدية هذه الملتقيات ووضوح أهدافها، وتنوع برامجها بين ممارسات تشكيلية وثقافية ومنبرية، وخروجها بمنجزات فنية واضحة، وتوصيات تساهم في زيادة الوعي للمجتمع التشكيلي، وهذا يحتاج إلى كثير من التنظيم والخطط المنهجية لتحقق الأهداف المرجوة منها. واقترح الخديدي أهمية تخصصية الملتقيات بشكل دقيق سواء من حيث الخامة أو المجال الفني، وتنوع فعالياتها بين منبرية وورش وزيارات للمعارض والمتاحف والمعالم التي تشتهر بها المدينة المضيفة، وانتهاء بعرض لمخرجات الملتقى.

أما مقرر الفنون التشكيلية بالجمعية السعودية للثقافة والفنون فرع الجوف والمشرف على ملتقى الجوف للفن التشكيلي الرابع الفنان نصير السمارة فركز في حديثه على الراعي الرسمي للملتقى، وأن لا يتحمل فرع الجمعية الأعباء المالية لوحده، مستشهداً برعاية البنك الأهلي لفعاليات ملتقاهم الرابع، وأن المؤسسات الخاصة تستجيب لطلبات الفروع في رعاية ملتقياتها التشكيلية، وخاصة إذا كانت هناك شراكة أو تعاون مع هذه المؤسسات الأمر الذي جعلهم ينفذون العديد من البرامج في ملتقاهم، مثل: زيارة المشاركين للمعالم السياحية والمناطق الأثرية في منطقة الجوف، وتنظيم الورش التشكيلية، والندوات والمحاضرات الأكاديمية المتخصصة في الفن التشكيلي. وأضاف السمارة بأن الملتقيات التشكيلية تكتسب نجاحاتها من مدى تحقيقها لأهدافها، والتي منها: نشر الذائقة الفنية التشكيلية بين أفراد المجتمع، والتشجيع على الممارسات التشكيلية، وتبادل الرؤى والأفكار، والاطلاع على التجارب الجديدة للمشاركين، وتمكين جيل الشباب في المنطقة من الاحتكاك بالمشاركين ونقل الخبرات المباشرة منهم، إضافة إلى تعرف المشاركين على آثار وتراث المنطقة ومعالمها المميزة وتسجيل ذلك تشكيليا.