البعض يفهم الغرض من مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ، فهم يستخدمون هذه المواقع بشكل يهدرون فيه أوقات الآخرين، ويزحمون ذاكرتهم بتفاصيل حياتهم اليومية التي قد لا تهم أحدا سواهم، وليتها كانت تفاصيل مميزة، ويوميات تحمل الجاد والمفيد والهادف، لكنها يوميات تشعر أن أصحابها يشتركون في أنهم يحيون حياة جوفاء بلا هدف ولا مضمون، ووجدوا في هذه المواقع مادة يشغلون بها أوقات فراغهم ويشغلون الآخرين ويستعمرون ذاكرتهم.
فما الذي يهم الناس، ولو من المقربين، في أنك تفكر في تزويج ابنك، ثم مفاتحتك له في نفس الموضوع، ثم تزويجه بالفعل؟ ثم التوثيق لكل هذه الأحداث بالصوت والصورة! والمطلوب من كل من حولك مباركة هذه الخطوات والتصفيق لها.
ويضطر الأكثرية ممن يحرصون على أن يحصدوا أكبر عدد من "اللايكات" إلى مجاراة هؤلاء فيما يقومون به من عبث، من باب المجاملة والمجاراة؛ لأنها الفئة التي تضمن الترويج لأي فكرة أو موضوع بشكل سريع، وبذلك هم يسهمون من حيث لا يعلمون في توسيع رقعة العبث في هذه المواقع على حساب تراجع الموضوعات الهادفة، فضلا عن لجوء بعضهم للفت الانتباه وطرد الجمود عن طريق القيام بأعمال جنونية وغير مسؤولة، ينعدم فيها الهدف على شاكلة ما قبلها.