التشجيع قوة معنوية تدفع الإنسان إلى الأمام، ولا ينبغي التقليل من أثر وتأثير هذا الفعل على النفس البشرية.

دعنا نبدأ بهذا المثال: مطلع عام 2012 رفعت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد إلى الملك عبدالله، عددا من القواعد، بينها مكافأة المبلغين عن قضايا الفساد مكافآت مادية وعينية. كانت خطوة ذكية. قبل يومين حصدت الهيئة ثمار التشجيع وقامت بصرف مكافآت تشجيعية لعدد من المواطنين قاموا بإبلاغها عن حالات فساد، وثبت بعد التحقق، صحة بلاغاتهم.

الإنسان مجبول على حب التقدير والتشجيع. أميرا كان أم وزيرا. غنيا كان أم فقيرا. وفي ظل وجود المثبطين والمحبطين في المجتمع تبرز قيمة وأهمية التشجيع أيا كان حجمه ونوعه.

هذا الأسبوع طالعنا خبرا مبهجا ومحبطا في آن واحد؛ يقول: إن بلاغا قدمه أحد المواطنين إلى وزارة العمل قاد مسؤولي الوزارة الميدانيين للشخوص إلى أحد الأسواق في جدة، ونتج عن البلاغ إيقاف 56 منشأة في السوق، وضبط أكثر من 81 مخالفة لنظام العمل!

يقظة مواطن واحد واستشعاره دوره في حماية أمن بلده الذي يعيش فيه قادت الوزارة لهذا الإنجاز غير المسبوق حسب علمي. هذا مبهج. المحبط أن الخبر لم يتضمن أي شيء عن تكريم هذا المواطن البطل!

الذين ظهروا أمام الرأي العام هم مسؤولو الوزارة. لا ينبغي أن نتطرف في المثالية. تشجيع الناس الذين يقومون بهذه الأعمال أمر مطلوب، على الأقل حتى نحد من هذا الشعور السلبي الذي يثبط الكثير منهم، لا أحتاج للقول إن كثيرا من الناس ـ ربما أنك أحدهم ـ باتوا يتعامون عن السلبيات التي يرونها!

الخلاصة: نقسو على الناس كثيرا ونلومهم، ونتهمهم بالسلبية تجاه ما يشاهدونه يوميا من أخطاء، لكن الواقع يقول إن بعض مؤسسات الحكومة هي من كرّست هذه السلبية فيهم!