استكمالا لما ورد في مقالة الأمس، يؤكد السفير أسامة نقلي رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية أن عدد السعوديين المسجلين جوازاتهم في "الموقع الإلكتروني" فترة أشهر الصيف: 6-7-8، لعام 2014م" 6 آلاف مسافر"أي أقل من 1 في المئة من إجمالي عدد المسافرين المقدرة أعدادهم بنحو "6 ملايين مسافر"!

في عالم السياحة، السعوديون الأكثر إنفاقا على العطلة السنوية.. مقارنة بمتوسط إنفاق "العائلة الإنجليزية" العادية المكونة من 4 أفراد وتنفق قرابة الـ5000 دولار، وأظهر مسح لشركة فيزا أن السعوديين عالميا، هم الأكثر إنفاقا أثناء السفر للخارج.. معدل "إنفاق الفرد 6,666 دولارا للسفرة الواحدة "بما يعادل 24 ألف ريال تقريبا.

نائب رئيس "لجنة الفنادق في الغرفة التجارية بالرياض عبدالرحمن الصانع قال: 4.5 ملايين سائح سعودي ينفقون سنوياً أكثر من 8 مليارات ريال على السياحة الخارجية.. واحتل السائح السعودي الرقم الأول في الإنفاق سياحياً، يصرف في سفرة واحدة ستة أضعاف ما ينفقه السائح الغربي.. ورجل الأعمال عبدالمحسن الحكير يقول: "السعوديين ينفقون نحو 100 مليار ريال خلال قضاء إجازاتهم خارج المملكة".

والسعوديون بمقدمة الزائرين لمصر.. أكثر من 35 ألف سائح سعودي قضوا "إجازة العيد" في مصر خلال النصف الأول من 2014، و43 ألف سائح سعودي إلى الأردن خلال إجازة عيد الفطر.. ولم أستغرب أن تكون السعودية "ثاني أكبر مصدر للسياحة العائلية في العالم بإنفاق17.1 بليون دولار". بالانتقال من قطاع السياحة إلى قطاعات أخرى سنجد "سعوديين يستثمرون 3.4 مليارات ريال في عقارات دبي"-و300 شركة عقارية برأسمال سعودي تعمل في تركيا.استثماراتها 1.6 مليار دولار"!

لم أتحدث عن الصرف والبذخ داخل السعودية.. هذه الأرقام تتحدث عن أموال دفعت للمتعة أو توظيف المال الفائض.. غالبيتها خارج الوطن..حقيقة لا يتم التعامل معها بشكر النعم وذكرها، بل العكس بتداول الأكاذيب وهناك من صدقها. واعتبر نفسه محروما وحقوقه مهدرة. مما يؤكد تفشي السلبية وعدم التدقيق في الأكاذيب والخضوع لأوجه الاستغلال والاستغفال. الأبشع من هؤلاء هو المواطن المدرك الصامت.. واستقراره في المنطقة الرمادية تجاه الوطن يعني وصمه المساهمة بصمته على تزوير الحقائق نتيجة "الجحود والتبلد".

ماذا عن الإعلان في نفس عام إطلاق الوسم: "السعودية الأقل عربياً وخليجيا في نسبة الفقر.. والعاشرة عالمياً في تدني نسبة الفقر من بين 144 دولة شملتها تقديرات وكالة المخابرات المركزية الأميركية".. استيائي وعودتي بعد عام من ذلك الوسم للتفنيد، ناتجان من استمرار التلاعب على هذا الوتر.. وادعاء الموظفين وهم طبقات متباينة، مداخيلهم بين مقبولة ومعقولة بشيء من ترشيد الاستهلاك وبين متواضعة وتستحق الإنعاش، وتنكرهم لحقيقة أنهم لولا خير وفرص هذه البلاد، ماكان لهم وسط "الخراب والزلزال العربي" أن يمضوا في حياتهم بصورة طبيعية.

التواطوء على تغييب "كلمة حق".. فضحته الإحصائيات، أي عاقل سيصدق وسما مكتظا بحسابات غالبيتها مستعارة وحاقدة.. ويكذب أرقام وحقائق من مصادر معروفة.. وإذا كان "المسافرون" من خارج فئة الموظفين فلماذا الأرقام الفلكية للسفر والسياحة معدلها يرتفع في الإجازات.. "متأكدين الراتب مايكفي؟!".