حمّل مدرب حراس مرمى الجيش القطري، المصري أحمد ناجي، كرة مونديال البرازيل 2014 المسماة "برازوكا" مسؤولية زيادة نسبة الأهداف التي تشهدها البطولة الحالية، مشيرا إلى أنها صنعت خصيصا لزيادة معدل التهديف، فأصبحت كرة مجنونة، صممت لغرض تجاري، ولم يستبعد تآمر الشركات التجارية والإعلانية في الدفع نحو تصنيع هذه الكرة؛ لكسر رتابة المباريات وزيادة شعبية اللعبة بعدما انصرف البعض عن كرة القدم إلى ألعاب أكثر إثارة.

وكشف ناجي أن صعوبة التعامل مع الكرة دفع حراس المونديال للتعامل معها بمبدأ "رد ولا تصد"؛ لأن الإمساك بها يعد صعبا للغاية، إذ تعد خفيفة الوزن، وسريعة الحركة، وتغير اتجاهها بسرعة.




اتهم مدرب حراس مرمى الجيش القطري، المصري أحمد ناجي، كرة مونديال 2014 بتحمل مسؤولية مهرجان الأهداف القياسية الذي تشهده بطولة كأس العالم الحالية.

وقال مدرب حراس الأهلي المصري السابق إن "برازوكا" وهو اسم كرة المونديال الحالي، صنعت خصيصا لزيادة معدل التهديف في المباريات، لافتا إلى أن شركة "أديداس" العالمية أجرت كثيرا من التعديلات على الكرة لتزيد من معدل سرعتها، ومعدل استدارتها، فأصبحت كرة مجنونة، وأن التعديل الذي أجري على الكرة كان بهدف تجاري، ولم يستبعد أن يكون الهدف تآمري من قبل عدد من الشركات التجارية والإعلانية لزيادة معدل التهديف، وبالتالي كسر رتابة المباريات، ومنحها مزيدا من الإثارة بزيادة المعدل التهديفي.

وأشار ناجي إلى أنه توقع، منذ أن شاهد وتعامل مع كرة المونديال الحالي قبل انطلاقته هذا المهرجان التهديفي، بعدما علم أنه تمت زيادة عدد طبقات جلد الكرة، ومضاعفة حجم غاز الهيليوم الذي من شأنه تخفيف وزنها، وبالتالي تغيير اتجاهها بطريقة مفاجئة.

وقال ناجي لـ"الوطن" "مع الأسف حراس المرمى في المونديال هم أول من دفع ثمن برازوكا"، وبات شعار تعامل كل الحراس مع الكرة "رد ولا تصد"، مؤكدا أن المتابع الجيد لكل حراس مرمى المنتخبات المشاركة في المونديال الحالي، يجد أن قرارهم الأول عند التعامل مع أي كرة تصلهم هو إبعادها وليس التصدي لها.

وتابع "في أي كرة عرضية ترى أي حارس مرمى قد أغلق يده، وهذا يعني أنه اتخذ قرارا مسبقا بتشتيت الكرة، حتى لو كانت سهلة وفي متناول يده".

وأردف الحارس الذي حمى عرين مصر في أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984، قائلا "تعامل الحراس مع برازوكا أصعب كثيرا من التعامل مع كرة مونديال جنوب أفريقيا 2010، جابولاني، واستشهد في هذه الحالة بانتقادات حارس كولومبيا دافيد أوسبينا لبرازوكا".

وكان أوسبينا انتقد الكرة الرسمية لبطولة كأس العالم، موضحاً أن الكرة الجديدة خفيفة الوزن يصعب التأقلم معها، وقال "الكرة الجديدة صعبة للغاية وخفيفة الوزن، لكننا سنبذل قصارى جهدنا للتأقلم معها".

وتابع "علينا التأقلم مع تكنولوجيا هذه الكرة، ونحن نعلم جيداً أن إثارة كرة القدم تأتي عن طريق الأهداف".

و"برازوكا" هي الكرة رقم 12 لشركة "أديداس" في نهائيات كأس العالم وخلفت "جابولاني" التي أثارت جدلا كبيرا في مونديال جنوب أفريقيا 2010 لأنها صنعت "من أجل تعقيد مهمة الحراس" بحسب ما اعتبر حينها حارس تشيلي كلاوديو برافو.

وتعد برازوكا، التي تعني "برازيلي" وتشير لنمط الحياة البرازيلية، الكرة الأكثر اختبارا في التاريخ، فقد جربها على مدى سنتين ونصف السنة أكثر من 600 من أفضل لاعبي العالم الحاليين والسابقين، وكذلك 30 فريقا في 10 دول في 3 قارات.

وتابع ناجي "البعض يرى أن مستوى حراس مرمى عالميين كبار مثل الإيطالي بوفون، والإسباني كاسياس تراجع إلى حد الانهيار، ولكن في حقيقة الأمر أن كرة المونديال ذبحتهم، وللمرة الأولى عبر تاريخه رأينا بوفون أحسن حارس مرمى في العالم يغير من طريقته، بحيث بات يكتفي بإبعاد الكرة عن مرماه وهو المميز في التقاطها، ورأينا حارس روسيا يفشل في التعامل مع تسديدة مباشرة وسهلة، ويتسبب في دخول هدف في مرماه كان سبب تعادل منتخب بلاده مع كوريا الجنوبية، فيما رأينا كاسياس يفشل في التعامل مع تسديدات بعيدة المدى، لأنه لم يكن قد اعتاد بعد على سرعة الكرة الجديدة، لافتا إلى أن أي تسديدة من خارج منطقة الجزاء باتت تمثل تهديدا لأي حارس، مستشهدا أيضا بهدف سويسرا الثاني في مرمي فرنسا".

وعن تألق حارس المكسيك اوتشوا، علق "لا شك أنه حارس جيد، ولعب دور البطولة المطلقة في مباراة بلاده أمام البرازيل التي انتهت بتعادل سلبي، بعدها أصبح حديث العالم، ولكن إذا استرجعنا شريط المباراة، نجد أن أوتشوا أبدع في التصدي لكرة واحدة وكانت من ضربة رأس، فيما كانت بقية الكرات إنقاذا وليس تصديا، والفارق كبير، الإنقاذ هو إبعاد الكرة بأي شكل عن الدخول للمرمى، وهو ما فعله الحارس المكسيكي أكثر من مرة بحسن توقعه ورأينا الكرة ترتد من جسده، وأهم إنقاذ له جاء بجسده، وكانت يداه خلفه".

ولم يخف المدرب المصري قلقه من أن يتم إجراء تعديلات مستقبلا على المرمى نفسه، بمعنى أن يتم توسيع المرمى، ولذلك لضمان زيادة معدلات الأهداف، وهو الأمر الذي يطالب به عدد من الشركات العالمية التي تتحكم في مصير اللعبة بهدف زيادة الإثارة، وبالتالي زيادة إقبال الناس عليها، لافتا إلى أن الجماهير ولاسيما في أميركا وكندا عزفت وتركت كرة القدم بسبب الرتابة وقلة الأهداف، وتحولوا إلى رياضات أخرى مثل كرة السلة والرجبي وكرة القدم الأميركية، وقال "قديما كانت كل بطولة كأس عالم تشهد نتيجة واحدة كبيرة، وغالبا ما تكون المباراة بين منتخب كبير وآخر مغمور يشارك للمرة الأولى، أما في البطولة الحالية فتنتهي مباريات بين منتخبات متكافئة بنتيجة كبيرة مثل مباراة هولندا وإسبانيا 5/1، وفرنسا وسويسرا 5/2، وألمانيا والبرتغال 4/0، وقريبا ستكون نتائج مباريات الكرة قريبة من نتائج مباريات كرة اليد إذا ما استمر جنون تغيير الكرة".