ما يجدر بنا التنبه له في مثل هذه الظروف التي تستشري فيها الأفكار الشوهاء والسلوكيات الإرهابية بشكل كبير؛ هو التنبه لبذورها والتربة التي تلقى فيها، قبل أن تنمو هذه البذور ويشتد عودها وتتشابك أغصانها فيصعب اجتثاثها والتخلص منها. هذه البذور نجدها واضحة في سلوكيات الأطفال، حيث لا يملك الطفل القدرة والتمكن والدربة التي تؤهله لإظهار عكس ما يخفيه تماما، وهنا يظهر دور المؤسسات التربوية خاصة في سنين التعليم الابتدائية والمتوسطة.

يجب أن يعد برنامجا متكاملا تتعاون فيه جهات عدة مع الطفل، وصولا معه إلى المنزل والوالدين، واعتماد المكاشفة والمصارحة بينهم، وبدء المعالجة السلوكية إن لزم الأمر قبل أن تستفحل حالة الطفل ويبدأ بالانسحاب من مجتمعه الطفولي، لأنه لا يعجبه، مستعيضا عنه ببناء مجتمع خيالي افتراضي يفرض هيمنته عليه، ويستجيب هو له، وغالبية المربين والمعلمين يعرفون من بين طلابهم أطفالا يحملون السمات والبذور الصغيرة المسمومة ذاتها، فعالجوهم.