في شكل من أشكال تعنته، وتفرده بالسلطة والتسمك بها، وبعد محاولات دولية لتسوية الأمور داخلياً في العراق، عبر دخول واشنطن على خط الأزمة، خرج رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، ليعلن لاءين اثنين، هما "لا للتنحي"، ولا "لتشكيل حكومة إنقاذ"، في إشارة تعني، تمسكه بالسلطة، وتقتضي في ذات الوقت ضرب الشعب والعشائر الثائرة عليه بـ"الحديد والنار"، في ظل إرادة على ما يبدو، أنها مدعومةً من طهران.

وعلى خلفية تصعيد الأزمة في العراق، وصلت إلى محافظة أربيل في إقليم كردستان أمس شخصيات سياسية تمثل الكتل الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة لبحث تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، في الوقت الذي أكد فيه رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي، رفضه التنحي، واصفا الدعوة لتشكيل حكومة إنقاذ وطني بـ"الانقلاب" على الدستور ومحاولة للقضاء على الديموقراطية.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه "ثوار العشائر" عن إسقاط طائرة مروحية لقوات المالكي في منطقة بلد، وأسر 35 عنصراً إيرانياً كانوا يشاركون في المعارك.

وقال القيادي في ائتلاف متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته أسامة النجيفي، النائب محمد إقبال لـ"الوطن" إن ممثلي الكتل سيواصلون مشاوراتهم للاتفاق على صيغة موحدة لتشكيل الحكومة الجديدة واختيار المرشحين لمناصب الرئاسات الثلاث"، موضحا أن القاعدة المشتركة لخوض المفاوضات توفرت "بتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على تجاوز الأزمات، وتدارك المشكلة الأمنية، ورفض الولاية الثالثة للمالكي"، مشيرا إلى أن التحالف الوطني بوصفه الكتلة الأكبر في البرلمان سيطرح مرشحا جديدا لمنصب رئيس الوزراء شريطة أن يحظى بقبول الجميع".ووسط بروز احتمال التوجه نحو تشكيل حكومة إنقاذ استجابة للرغبة الأميركية في حال وصلت مفاوضات أربيل المرتقبة إلى طريق مسدود أبدت كتل برلمانية دعمها لهذا الخيار لأنه سيمنح أطرافا أخرى أفرزتها الأحداث الأخيرة حق المشاركة في إدارة البلاد.وفي هذا السياق قال القيادي في ائتلاف العربية مشعان السعيدي لـ"الوطن": إن المرحلة تتطلب تصحيح الأخطاء السابقة المتمثلة في تعديل الدستور ورفض المحاصصة، والعمل على تأسيس دولة المواطنة وتحقيق مصالحة وطنية شاملة، فضلا عن منح القوى الجديدة التي أفرزتها الأحداث الأخيرة حق المشاركة في إدارة البلاد باستثناء الجماعات الإرهابية.

إلى ذلك عدت أوساط سياسية خطاب المالكي تعبيرا عن رفضه مطالبات الشركاء والحلفاء التنحي عن منصبه، مشيرة إلى أنه سيلجأ لإثارة أزمة أخرى تجر البلاد إلى منزلق خطير. وفي هذا الشأن قال عضو القائمة الوطنية بزعامة إياد علاوي النائب عبدالكريم الزهيري لـ"الوطن": إن "رسالة الجبهة العريضة الرافضة ولاية المالكي الثالثة وصلت إليه، وسيعمل على إثارة أزمات بتأجيج الشارع وافتعال أحداث تثير القتال الطائفي بين مكونات الشعب العراقي وليس من المستبعد أن يستخدم ورقة القضاء ضد الخصوم".وبدأت الدفعة الأولى من المستشارين العسكريين الأميركيين البالغ عددهم 300 مهمتها في بغداد أول من أمس لمساعدة الجيش العراقي، في حين أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن القوات الأميركية لن تقوم بدور قتالي. وستكون المهمة الأولى للمستشارين تقييم وضع القوات العراقية وليس التدخل ضد مقاتلي "داعش"، بحسب المسؤول الإعلامي للبنتاجون. واجتمع قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبدالأمير الشمري، مع فريق خبراء البنتاجون أمس لبحث التعاون والتنسيق في العمل الأمني المشترك خلال الأيام المقبلة، فيما تم الاتفاق على إنشاء قيادة عمليات مشتركة حسبما أعلنت ذلك مصادر رسمية. ميدانيا شنت طائرات المالكي العديد من الغارات الجوية على المناطق الخاضعة لسيطرة ثوار العشائر بالعراق، وشاركتها في ذلك طائرات النظام السوري التي أغارت على منطقة القائم الحدودية وعلى مدينة الرطبة، مما أوقع عشرات القتلى. وقصفت الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري قضاء الرطبة غرب العراق بصاروخين أصاب أحدهما محطة وقود، مما أدى إلى مقتل نحو 40 شخصاً وإصابة العشرات. وأفادت مصادر أمنية في محافظة صلاح الدين باندلاع معارك عنيفة بين مسلحي داعش والمتحالفين معهم عند قاعدة البكر الجوية ببلدة يثرب جنوبي تكريت استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.