في منتصف فبراير الماضي، وبينما كنت مسترخيا على تلك الكنبة الوثيرة التي احتوتني، وتحملتني في منتدى المدينة الاستثماري الأول، الذي نظمته الغرفة التجارية بطيبة الطيبة، شدتني توصية في اليوم الأخير تطالب بالمبادرة لإنشاء شركة "نماء المنورة"؛ لتقوم بترجمة كل ما نوقش إلى إنجاز على أرض الواقع، فهمست لصديقي القابع بجواري مهمهما: كله كلام في كلام زي العادة!، ولم أكن أعلم حينها أن الأمير الشاب فيصل بن سلمان أمير المنطقة، سيدحض جملتي هذه بالعمل وترجمة الأحلام إلى حقيقة، والدليل أنه ومن يومين فقط انطلقت اللبنة الأولى لهذا المشروع الضخم، الذي يحوي 7 قنوات مكونة أذرعا تنفيذية وحاشدة لأكثر من 5 وزراء حضروا الحفل وباركوا التدشين عمليا، بتوقيع اتفاقيات أمام الحاضرين، فضلا عن وجود عدة مسؤولين رفيعي المستوى، أسهموا أيضا بالفعل لا بالقول، ويكفي أن نذكر تخصيص 700 مليون ريال من بنك التسليف السعودي لدعم ريادة الأعمال في طيبة!.

بصراحة شدني أكثر ذلك العرض المرئي المبتكر، بأن جعل متنفذي المنشأة يتحدثون بأنفسهم، ويشرحون بإيجاز ودقة طبيعة نشاطهم انطلاقا من مركزهم الوظيفي، وما زادني إعجابا أن كل الكوادر كانت لكفاءات في سن الشباب، وهذا ما يجعلني أراهن عليهم، وعلى رأسهم الأمير الشاب الذي وظف بذكاء مفهوم الوقف لدعم الاستمرار والاستدامة وتضافر الجهود. بقي أن أقول ولا أذيع سرا إني فوجئت بحضور الكثير من "المكاكوة" حتى إن الدكتور نبيل كوشك وكيل جامعة أم القرى قال لي متندرا أنت عميل مزدوج بين مكة والمدينة فقلت له: "اللي جابك جابني" حينها فقط تمنيت أن تستنسخ هذه التجربة إن ثبت بإذن الله نجاحها، ولتكون مكة المكرمة هي النموذج التالي لمثل هذه المبادرات "الخلاقة".. فهل يكون؟