أكدت أكاديمية متخصصة في "الإعلام" أن الإعلام والثقافة وجهان لعملة واحدة في الإصلاح، وأن الإعلام بلا ثقافة إعلام فاشل يجعجع ولا يقدم طحيناً، وأن الثقافة بدون إعلام تصبح بعيدة المنال، مشددة على ضرورة إيجاد حالة من التكاملية والتبادلية بين الإعلام والثقافة، لتصحيح صورة الثقافة العربية بشكلها الصحيح عند الغرب.

وأشارت الإعلامية المصرية الدكتورة حنان يوسف، في محاضرتها "الإعلام وعلاقته بالثقافة العالمية"، التي أدارها في الجانب الرجالي نائب رئيس النادي الدكتور خالد الجريان، وفي الجانب النسائي عضو مجلس إدارة النادي تهاني آل صبيح، مساء أول من أمس في نادي الأحساء الأدبي، إلى تداخل العلاقة بين الإعلام والثقافة ودور الإعلام في الترويج للمشاريع الثقافية، وشددت يوسف - أستاذة الإعلام بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء - على أنه في ظل الثورة المعلوماتية الكبيرة التي يعيشها العالم، فإن الإعلام له دور كبير في إحداث أي تغيرات، مؤكدةًً على ضرورة أن يكون لدينا خطاب تضامني "قانوني" ما بين الإعلام والثقافة، لافتة إلى أن الإعلام في الوقت الحالي أصبح يمتلك العقل العربي، فهو الموجه للرأي العام.

واستهلت يوسف محاضرتها بتساؤلين: هل الإعلام والثقافة أصدقاء أم أعداء، وهل المثقف صديق أم عدو للإعلامي؟ موضحة أن العلاقة جدلية، وأن هناك حالة من الانسجام والتوافق ما بين الإعلام والثقافة، ومتى ما ارتفع الانسجام في العالم العربي، ساهم في المحبة والتعاون، وإن كان بينهما عداء فعلى الأمة العربية السلام – على حد قولها-.

يوسف كشفت عن أن البرامج الثقافية التلفزيونية تأتي في ذيل قائمة الإعلام العربي، واستبدلت ببرامج أخرى سياسية وحوارية، وهي التي أدت إلى تسطيح الذوق العربي، للأسف –على حد قولها، لافتة إلى أن هناك تراجعاً في الاهتمام بالثقافة والأدب في الإعلام العربي.

وبينما أكدت يوسف على أن الثقافة والإعلام العربي بحاجة لتصحيح مسارات أدوار كل منهما، رأت أنهما لا ينفصلان عن بعضهما، وأن الفصل بينهما قد يؤدي إلى تدمير المواطن العربي.

كما نوهت يوسف إلى أن بعض مقدمي البرامج الثقافية ليسوا متخصصين، مما يرفع نسبة الارتباك عند المتلقي العربي، الذي يعاني في الأساس ارتباكاً.

وفي سياق الانفتاح على الآخر قالت يوسف: "الحضارة العربية ثرية وهي حضارة الانفتاح على الآخر، وإن صور العرب والمسلمين مشوهة لدى الشعوب الأخرى، رغم امتلاكنا كل إمكانيات الإبداع والتقدم إلا أن الإعلام لم ينجح في الوصول إلى الآخر، وفرض نفسه بين ثقافات العالم.

من جهته اتهم رئيس نادي الأحساء الدكتور ظافر الشهري في مداخلته الإعلام العربي بأنه أصبح اليوم صيداً سهلاً لأيديولوجيات شرقية وغربية، وجهته إلى التناحر العربي – العربي، وأضاف: الإعلام العربي لم يعد مسؤولاً في هذه الأيام بل أصبح عدوا للعربي، الأمة العربية بحاجة إلى إعلام ينهض بها ونحن لسنا أقل من غيرنا فالعرب لهم إنجازات إلا أنه تمت مصادرتها وأصبحنا في ذيل القائمة، الصورة النمطية السلبية "الملصقة" بالعرب والمسلمين سببها نحن، وذلك لأننا لم نصنع إعلاماً مسؤولاً صادقاً واعياً ينهض بهموم الأمة ومشاكلها وقضاياها.