اعتاد أهالي محافظة الأحساء وبعض زوارها من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي في ليالي رمضان من كل عام على التسوق في أسواق ودكاكين المنطقة التاريخية وسط مدينة الهفوف التابعة للمحافظة، خصوصا سوق القيصرية "الأثري"، وشارع الحدادين، وشارع المدير، حيث يلفت نظر الزائر لهذه المواقع البساطة في جميع أرجائها، كما يستلهم الزائر فيها أيضا ذكريات وتاريخ الآباء والأجداد، لما تمتاز بطابعها التراثي "المحلي"، والتي تعكس الحفاظ على الموروث الاجتماعي والعمراني للأحساء.

ويقبل الجميع على هذه المنطقة للاطلاع على ما تحتويه، واقتناء بعض السلع فيها، وعلى وجه الخصوص السلع والمنتجات التقليدية والمواد الغذائية والملابس، واستكشاف ذكريات الأحسائيين منذ القدم، علاوة على حرصهم على التقاط الصور، إلى جانب المعروضات والسلع ومع الباعة.

وأشار ياسر الكواري "قطري" إلى أن أمانة الأحساء، والهيئة العليا للسياحة والآثار، استطاعتا بكل اقتدار على الحفاظ على تراث الأحساء، ومنها مشروع إعادة ترميم سوق القيصرية ومنطقة وسط الهفوف التاريخية، والتي تعكس الهوية الوطنية والثقافية للمملكة، وتحافظ على التراث المحلي وتثري الحركة السياحية في الأحساء، وهو دليل على أن تصميم السوق بالطابع التراثي القديم يؤكد قناعة الجميع بأن الحفاظ على التراث هو المستقبل الواعد للأحساء، مؤكداً أن زيارته للمحافظة مستمرة على مدار العام، ودائماً ما يشاهد وفود سياحية أجنبية خلال زيارته، حيث تتركز الزيارات خلال ليالي رمضان لما فيه من نكهة متميزة.

وقال المواطن سعيد السلمان، إن هذه المنطقة التاريخية، ما زالت تحافظ على قوتها تجارياً رغم قدمها، فزبائنها يحرصون على التردد عليها، وهو ما يعني استمرار حركة البيع والشراء، وأن الحركة التجارية تزداد في ليالي رمضان، فبعض الدكاكين يستمر العمل لأكثر من 15 ساعة متواصلة، من بعد صلاة الظهر حتى قبيل أذان الفجر من اليوم الثاني.

وأبان محمود بيومي "مصري" مقيم في الأحساء، أنه كثير التردد على المنطقة التاريخية في ليالي رمضان، ليس بغرض الشراء فقط، ولكن لما تحويه أيضا لكثير من الصناعات التقليدية والمأكولات الشعبية، حيث يحرص على الوقوف طويلاً أمام الدكاكين للتعرف على طريقة تصنيعها والخامات الأولية المستخدمة في إنتاج تلك الصناعات والمدة التي تستغرق لإنجازها، ويحرص على الاستفسار كثيراً عن تلك المنتجات اليدوية.

ودعا المواطن فهد بووشل الجهات المعنية استغلال المنطقة التاريخية في تنفيذ برامج سياحية وترفيهية فيها لتصبح مقصداً للتسوق والترفية، أسوة بما هو موجود في بعض دول الخليج المجاورة بتقديم برامج ترفيهية وسياحية داخل الأسواق التاريخية، وكذلك الاستفادة من الساحات فيها بتقديم برامج ترفيهية وسياحية داخل أروقتها، وتنفيذ عدد من المهرجانات والنشاطات المختلفة، بجانب مشاركة الفرق الاستعراضية. فيما اقترح المواطن محمد السماعيل عمل مظلات شراعية للتخفيف من حرارة الشمس في المنطقة المكشوفة بشارع الحدادين، وإضافة رشاشات "الرذاذ" للتخفيف من حرارة الجو في المكان.