أعلنت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، تكثيف نشاطاتها، اتساقا مع احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، وأطلقت فعاليات رمضان الشارقة التي تشمل "مسرح، فنون، تراث، أدب" في قاعات أكسبو-الشارقة، متضمنة المحاضرات، العروض الفنية، المسرحية، ومعرض الكتاب الإسلامي ومعرض المصاحف المملوكية في حلة إسلامية ثقافية تتماهى مع طبيعة الشهر، طبقا لرئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عبد الله بن محمد العويس، الذي كشف عن أن البرنامج يتضمن آفاقاً بصرية للفنون الإسلامية في بازار الفنون (زاد العيون) بعروضه وورشه التفاعلية ومحاضراته المتخصصة في فن الخط العربي والزخرفة الإسلامية نحو التقارب والالتقاء البصري للفنون عالمياً، في متوالية تحاكي التراث والتاريخ والحضارة الإسلامية العريقة، ومدلولاتها المرتكزة في وضوح اللون والزخرف الإسلامي وكذلك العمارة والتصميم في التصوير الفوتوجرافي والتصوير الفني والطباعي، وفي مجال المسرح من خلال عروض لفرق فنية تحاكي التراث والثقافات العالمية بمشاركة فرق عربية، إسلامية وعالمية، إضافة إلى الفرق الإنشادية والأمسيات الشعرية، إذ يشارك في الفعاليات بشكل عام (21) دولة، مؤكداً أن المشاركات الخارجية هي فرصة التلاقي المراد بها التقارب الحضاري وتلاقي الثقافات من أجل تحقيق رؤية الارتقاء بالإنسان والانفتاح على الآخر.

وأضاف العويس: التنوع في الفعل الثقافي وبحضور كوكبة من المبدعين ونخبة من المفكرين العرب والمسلمين والمستشرقين يشكل فرصة للتفاعل المثري مع النشاط الفكري والثقافي، كما أن الفعاليات بمجملها تشكل ركيزة للمنتج الثقافي والفكري والفني الذي يدعم مشروع الشارقة الثقافي ضمن احتفالاتها عاصمة للثقافة الإسلامية التي تعزز مكانتها وتكرس موروثها التراثي والحضاري والثقافي لدى الشعوب.

ومن جانبه أشار المنسق العام لرمضان الشارقة مدير إدارة الفنون بالدائرة هشام المظلوم إلى أن الفعاليات بدأت بسلسلة من الورش الفنية في الخط والزخرفة الإسلامية، إضافة إلى محاضرات للجاليات المسلمة، وتتنوع النشاطات الفنية بآفاق بصرية للفنون الإسلامية في "بازار الفنون (زاد العيون)، وهناك فرق مسرحية تقدم ثلاثة عروض تحاكي الفكر الإسلامي بما فيه من تنوير وترسيخ للقيم والمبادئ الأخلاقية، إضافة لتجارب مسرحية مستضافة منفتحة على الخزين الوجداني الصوفي ومسرح إنشادي وآخر كوميدي ومسرح للطفل، حيث تشارك فرقة الدراويش من سورية في ليلة إنشادية، كما تقام ندوة "المسرح حفلة سمر، ويشارك فيها أحمد الجسمي، سلطان النيادي، أحمد الأنصاري، وندوة "ذكرياتي مع المسرح الإماراتي" للفنان محمد عبد الله ومحمد إبراهيم فراشة ويحيى الحاج، ومسرحية "بردة البوصيري" في معهد الشارقة للفنون، ومسرحية "الحلاج" إخراج فراس الريموني – فرقة طقوس من الأردن، أما للطفل فتقدم مسرحية "ليلى والذئب"، فيما يقدم عرض كوميدي بعنوان "مزحة وضحكة" في ملتقى الأدب والحكواتي في ملتقى الكتاب بإكسبو.

الجدير أن معرضا متخصصا للكتاب الإسلامي ينظم لأول مرة في الشارقة بشكل استثنائي تزامناً مع احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، تشرف عليه إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب، ويشارك فيه العديد من الدول العربية والإسلامية، متمثلة بمشاركة 127 دار نشر عربية وإسلامية، ومكتبات إسلامية تعرض الكتب والمطبوعات التي تعمل على الإثراء المتنوع بالمعلومات الدينية والتاريخية والثقافية والاجتماعية. أما معرض المصاحف المملوكية في مصر فيضم 42 مجلداً من مجلدات المصاحف المملوكية النادرة، التي يرجع تاريخها إلى الفترة بين 726 و814 هجرياً (1325- 1411 م)، وهي تعرض للمرة الأولى خارج مصر، وتمتاز بتنوع الخطوط بين الثلث والكوفي والريحاني، وغير ذلك من أنواع الخطوط العربية الشهيرة. ساهم في كتابة هذه المصاحف الشريفة ونسخ عدد منها الخطاط المشهور عبدالرحمن بن الصائغ، الخطاط علي بن محمد المكتب الأشرفي، إضافة للخطاط يعقوب بن خليل بن محمد بن عبدالرحمن الحنفي، كما قام بتذهيب أحدها إبراهيم الآمدي.

ويستضيف معرض الكتاب الإسلامي عددا من الشخصيات الأكاديمية ومنهم (محمد صابر عرب – علي إبراهيم النملة، رياض نعسان الآغا، خالد عزب، عبد الواحد النبوي، حمد بن صراي، مايكل هاملتون، خالد حربي، فالح حنظل، أندرو ريبين.

وتنظم إدارة التراث بالدائرة قرية التراث العربي والإسلامي وتضم منامة تراثية وورش وألعاب شعبية، سوق المنتجات التقليدية، سوق المنتجات الإسلامية، ركن المأكولات الشعبية والتقليدية، سوق أول فال سوق المزاد، الحرف التقليدية ورش جبسية، وجلسات تراثية.

كما أن إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة تستضيف مفكرين ومبدعين ومثقفين خلال المقهى الثقافي "سكن النفوس" بأمسيات ومحاضرات وندوات حول موضوعات منها: تدوين التاريخ من خلال الشعر، "ترجمة الأدب ضرورة ملحة"، "دور جمعيات النفع العام في النهوض الثقافي"، "تأملات في الفكر العربي والإسلامي. جلسة حوارية "الثقافة بوصفها حياة – الشارقة أنموذجاً"، وأخرى بعنوان "التاريخ الشفوي ذاكرة وتوثيق"، "الحركة المسرحية في الإمارات"، كما ستُنظم أمسية شعرية "نفحات رمضانية" يحييها خليفة بن عربي من مملكة البحرين، والحارث بن الفضل الشميري من اليمن. وكان المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة الذي اختتم أعماله في يناير الماضي بالمدينة المنورة قد سلم علم الاحتفالية إلى رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفاليات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2014م الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، الذي عبّر عن فخره بتسلم راية عاصمة الثقافة الإسلامية من المدينة المنورة عاصمة الخلفاء الراشدين، مؤكدًا أنه تم حشد الجهود والطاقات لإبراز هذة المهمة بما تستحقه.