وطن العطاء والطموح والإرادة، يتأملنا في يومه الذي نرتدي فيه حللنا البهية، ونغني له الأهازيج، ونلوح بعلمه عاليا في الهواء، ونباهي به النجوم علوا وشموخا.. يتأملنا ونحن نعلم أطفالنا كيف يحبون أوطانهم، ويلتفون حول قياداتهم، يجمعهم الحب والحرص على رفعة الوطن متفانين في سبيل العلو به، ورفعته. نعلمهم كيف يستعذبون الموت ليحيا الوطن.
لكننا لا نرضى لوطننا حياة كيفما اتفق، بل نريد له حياة عزيزة مميزة قوية، يحيا فيها بنا ونحيا به أقوياء. نريده وطنا ننصهر ونذوب فيه، فلا يبقى من انتماءاتنا إلا هويته، ولا من ألواننا إلا لونه، ولا من شعاراتنا إلا علمه خفاقا بكلمة نتوحد تحتها جميعا.
نريد لوطننا أن يستوعبنا جميعا، يكفينا كلنا بكل اختلافاتنا، يحتوينا بكل عيوبنا وتناقضاتنا وشتاتنا، فهو قوي بنا جميعا يد واحدة، صوت واحد، قلب واحد.
مخطئ من يعتقد أن الوطن له وحده، أو لفئة دون أخرى، ومن أقصى غيره فقد ارتكب جرما في حق الوطن.
فقوة الوطن تكمن بهذه التركيبة الساحرة، والخلطة العجيبة، فالاختلاف تحت مظلة وطن قوي له نكهته الخاصة، التي لا يشبهها شيء، إلا وطن قوي عزيز، يحتوي تحت مظلته كل محب له، فقلبه يتسع الجميع حبا وعدلا، ودمت يا وطني قويا عزيزا آمنا.. ودام حماتك مخلصين، متفردين.