المشكلة التي تواجه كثيرا من الفنانين السعوديين هي عدم قدرتهم على الخروج من الشخصيات التي وضعوا أنفسهم فيها، مما يلزمهم فترة طويلة لتغييرها. من بين أولئك الفنان فايز المالكي الذي رغم إطلالته على جمهوره هذا العام بشخصية "خميس بن جمعة" التي يفترض أن تكون مختلفة تماما بعد تخليه عن شخصية "دحيم" التي لازمته في مسلسله السابق "سكتم بكتم" عدة سنوات إلا أن شخصية "مناحي" لا تزال حاضرة، وكأن المالكي يخشى عدم تقبل الجمهور لشخصية خميس بن جمعة أو فشلها، فأراد أن تبقى شخصية "مناحي"، لتساندها وليتقبلها جمهوره.

في نظري أن الفنان فايز المالكي في دور "خميس بن جمعة" لا يزال يعيش في جلباب "دحيم"، ولكن بأسلوب قريب جداً من شخصية "الصعلوك" التي كان يقوم بها الممثل العالمي تشارلي تشابلن خلال فترة الأفلام الصامتة.

لاشك أن مسلسل "خميس بن جمعة" شهد تغيرات كثيرة على مستوى الممثلين، وحضر فيه نخبة من نجوم الفن الخليجي كالفنان محمد المنصور والفنانة فخرية خميس وسعاد علي وراشد الشمراني وغيرهم من النجوم، كما شهد عودة النجم عبدالله عسيري بعد انقطاع طويل عن الفن، إلا أن العمل لم يخرج عن إطار "سكتم بكتم" فهو يسير على خطاه في مناقشة العديد من القضايا والمشكلات الاجتماعية بذات الأسلوب والطريقة تقريبا، ولم يكن هناك اختلاف جوهري يلحظه المشاهد سوى غياب الفنان علي المدفع.

كثير من متابعي المسلسل أجمعوا على أنه لا جديد في المسلسل هذا العام، وإنما هو تكرار لما عرض في الأعوام السابقة من نقد لبعض المؤسسات الحكومية أو الوزارات دون طرح المواضيع التي تهم المواطن البسيط، ويعيشها في واقعه، وتقلق مضجعه.

صحيح أن الكوميديا عمل أدبي تهدف طريقة عرضه إلى إحداث الشعور بالبهجة أو بالسعادة، لكننا لا نقبل أن تكون فيها إهانة للمشاهد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فتصوير المواطن البسيط على أنه ساذج وسطحي وتافه لا يمت للكوميديا بصلة لا من قريب ولا من بعيد.

لا بد أن يعيد الفنان فايز المالكي حساباته بعد هذه المرحلة الفنية التي استطاع خلالها أن يصنع له تاريخا كبيرا، لكي يحافظ على هذا التاريخ الجميل لأن الجمهور اليوم لم يعد يقبل بأنصاف الحلول، وهناك الكثير من الفنانين الذين كانوا يتصدرون المشهد وعندما لم يستطيعوا الخروج من عباءة أعمالهم توقفوا وأصبحوا في عداد النسيان.