في هذه الزاوية، يسرد الكتاب حكاياتهم مع الكتابة منذ بدئها الأول، حتى استواء القلم، وانسياب اللغة، إلى احتراف الكتابة.. تقول كاتبة الرأي في "الوطن"، عزة السبيعي عن حكايتها مع الكتابة:


أذكر أني تعلمت القراءة والكتابة في البيت، وقبل دخولي المدرسة، وكأني اكتشفت أنني أستطيع قول ما أشاء مرسوماً أكثر منه منطوقاً، فلا أحد سيهتم بقراءة أوراقك، خاصة في بيت أنت سابع طفل فيه؛ أي الطفل غير المرئي الذي لا أحد يهتم بتفاصيله؛ فيدفعه ذلك لصناعة عالمه الخاص، الذي كان بالنسبة لي حكايات كثيرة أرويها بقلمي، وأستمتع فيها بتقمص كل الأدوار، وأعيش كل التجارب.

في الجامعة، وفي أثناء المحاضرات، المملة كنت أهرب إلى الكتابة، فبينما تنشغل المحاضرة بشرح الخلاف بين الحجازيين والكوفيين في مسألة فقهية ما، كنت أكتب رسائل شوق أو قصصا لا تنتهي. ربما ذلك أدى بطريقة ما إلى اضطراري للرجوع للكتب عند اقتراب الاختبارات، حيث كنت أصنع مرجعي الخاص لكل مادة، فكانت نتيجة ذلك أن تفوقت دراسياً؛ لأن إجابتي غالباً كانت غنية بأقوال العلماء وحججهم، ولأكون صريحة أعتقد أني نجوت مما كانت تقدمه كلية الدراسات الإسلامية لطلابها من تغذية لمنهج التبعية والتقليد.

ما سبق يدعوني للرد على بعض المعلقين على ما أكتبه فيما يخص الفقه والدين؛ يحتجون بأنه ليس مجالي، لكن لعلها فرصة لأقول إنني درست في مدارس التحفيظ، وأكملت في الدراسات الإسلامية كتخصص دقيق، لكن التخصص العام كان في التربية؛ لذا "الماستر" والدكتوراه في الإدارة، وعليه فقد درست العلم الشرعي جيداً؛ مما يؤهلني للحديث فيه، والأمر في نهايته يعود لك كقارئ في تقبله أورفضه.

كتبت في "النت"، وكنت أثير غضب الجميع؛ لأني لم أنتم لفريق، وحاولت التوضيح لمن يهمهم الأمر أن عمري بدأ بالقرآن، وأسأل الله أن ينتهي به، والقرآن الكريم يقدم الإنسان على كل شيء، وهو ما أفعله وأؤمن به وأتمنى أن يشعر به أي مهتم بما أكتب.

خلال كتابتي في "النت"، كتبت في بعض الصحف بأسماء مستعارة، ونشرت لي صحف مثل ملحق الرسالة في جريدة المدينة ومجلة فواصل، و"الوطن" نفسها، لكن فيما بعد كتبت روايتي الأولى (ما لم تقله نوف)، والتي فازت بجائزة، مما دفعني للتقدم لصحيفة الوطن، لأجد كل التشجيع من رجلين هما: عيسى سوادي، وأحمد التيهاني.

أحب عندما يكتب قبل اسمي: كاتبة الوطن، وأعني الوطن الصحيفة، والوطن السعودية. في رأيي هما واحد، وأنا أكتب لهما معاً، وسعيدة بتقبلهم لي كما أنا دون انتماء إلى أحد أو اتجاه غير الإنسانية.