تضاربت الاتهامات حول ثاني كارثة جوية ماليزية في غضون أربعة أشهر، حادثة تحطم طائرة الركاب الماليزية بوينج 777 "الرحلة MH17" أمس بالقرب من مدينة شاختارسك في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، أثناء توجهها من أمستردام إلى كوالالمبور، وعلى متنها أكثر من 300 راكب، حيث تبادل كل من أوكرانيا والانفصاليين مسؤولية إسقاط الطائرة المنكوبة.

ففي حين أكد موقع رسمي للانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا أن طائرة أوكرانية أسقطت الطائرة الماليزية، قال المكتب الصحفي للرئاسة الأوكرانية إن القوات المسلحة الأوكرانية لا علاقة لها بإسقاط الطائرة.

من جهتها، أكدت الخطوط الجوية الماليزية أنها فقدت الاتصال بالطائرة في أجواء أوكرانيا، وكتبت على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "أن الخطوط الجوية الماليزية فقدت الاتصال بطائرتها بوينج 777 الرحلة (أم أتش 17) المقبلة من أمستردام"، وأضافت أن "الموقع الأخير الذي عرف لها كان فوق أوكرانيا"، مشيرة إلى أنها ستعلن عن تفاصيل إضافية قريباً.

يأتي ذلك، في ظل تضارب الأنباء حول أسباب سقوط الطائرة، حيث أعلن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أنه "لا يستبعد" أن تكون الطائرة الماليزية "أسقطت" في شرق البلاد، وقال في بيان رئاسي: "لا نستبعد أن تكون الطائرة أسقطت، ونؤكد أن القوات المسلحة الأوكرانية لم تطلق النيران باتجاه أي أهداف في الجو".

بينما حمل الزعيم الانفصالي الأوكراني ألكسندر بوروداي القوات الحكومية مسؤولية إسقاط طائرة الركاب الماليزية في شرق أوكرانيا، وقال لتلفزيون "روسيا 24" الحكومي الروسي: "يبدو أنها طائرة ركاب بالفعل.. أسقطتها القوات الجوية الأوكرانية في حقيقة الأمر".

وأفاد مراسلون في مكان تحطم الطائرة شرق أوكرانيا أمس أنه لا يوجد أي مؤشر على وجود ناجين، في حين شوهد عدد كبير من الجثث موزعة فوق منطقة واسعة في قرية غرابوف قرب مدينة شاختارسك في منطقة دونيتسك، وشوهدت قطع من هيكل الطائرة بينها الذيل وشعار الشركة الماليزية، إضافة إلى حقائب الركاب منتشرة فوق منطقة واسعة في قرية غرابوف قرب مدينة شاختارسك. ووصل إلى المكان جنود من القوات الانفصالية الموالية لروسيا ومسعفون.

في الوقت نفسه، قالت شركة دويتشه لوفتهانزا وهي أكبر شركة خطوط جوية في ألمانيا أمس إن طائراتها ستتجنب الطيران في المجال الجوي فوق شرق أوكرانيا، وطلبت باريس من شركات الطيران الفرنسية تجنب الأجواء الأوكرانية.

وقال رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق أمس، إنه صدم من أنباء تحطم الطائرة، وإنه أمر بتحقيق فوري، وأضاف في حسابه على تويتر "أنا مصدوم جراء التقارير بأن طائرة تابعة للخطوط الماليزية تحطمت. نحن سنبدأ تحقيقا فوريا".

إلى ذلك، وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما سقوط الطائرة بـ"الفاجعة الرهيبة"، وقال في خطاب "يبدو هذا وكأنه فاجعة رهيبة"، مضيفا أن "الولايات المتحدة تقدم كافة الدعم للمساعدة على تحديد ما حصل ولماذا".

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان أمس، "إن فرنسا تطلب فعل كل شيء لتوضيح الظروف التي أدت إلى تحطم الطائرة"، وعبر عن "تضامنه التام مع عائلات الضحايا".

مصير "الرحلة MH370"  لا يزال مجهولا

يأتي الحادث بعد فقد طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية "الرحلة MH370" في الثامن من مارس الماضي أثناء قيامها برحلة من كوالالمبور إلى بكين، وعلى متنها 239 شخصا، 153 منهم صينيون، وأثناء تحليقها، غيرت وجهتها فجأة إلى الغرب، وحلقت باتجاه مضيق ملقة ثم المحيط الهندي في اتجاه الجنوب.

وقام تحالف دولي تقوده أستراليا بتنسيق عمليات البحث الدولية الجارية في جنوب المحيط الهندي سعيا للعثور على حطام الطائرة وتم نشر جهاز بحري وجوي واسع في المنطقة التي يعتقد أن الطائرة تحطمت فيها، غير أنه لم يعط أي نتيجة.

وحسب بيانات الأقمار الاصطناعية فإن الخبراء يقدرون أن تكون الطائرة تحطمت في المحيط الهندي مما يعني أنها غيرت وجهتها تماما لأسباب لا تزال مجهولة.

وطرح التحقيق الجنائي فرضية تعرض الطائرة للخطف، أو للتخريب، أو لعمل قام به أحد الركاب أو أفراد الطاقم، لكن أي عنصر مادي لم يتوفر بعد لمتابعة أي من هذه الفرضيات.