يشارك الفنان السوري محمد خير الجراح عبر الشاشة الفضية خلال شهر رمضان، في أكثر من 8 مسلسلات متنوعة وهو يكسر الرقم القياسي للحضور الفني لكل الفنانين العرب في المسلسلات الرمضانية. ويجسد الفنان محمد الجراح شخصيات متعددة وأدوارا مختلفة في هذه المسلسلات، كثيرا ما يظهر في مشاهد بسيطة وأدوار ثانوية في معظمها ولكن الرقم كبير جدا يظهر تساؤلات عدة عن حضوره في هذا العدد الكبير من الأعمال، خاصة أنه يكرر الرقم ذاته في العامين الأخيرين.
هذا يؤكد بدون شك أن الفنان حرص أخيرا على الكم وليس الكيفية، واتضح جليا في قبول الجراح تأدية دور البطل في مسلسل "نيولوك"، فلم يوفق في تقديم نفسه بشكل مرض وقابله الكثير من المتابعين بالنقد والسخرية في الطرح والرتابة الواضحة في كافة أجزاء المسلسل.
وأرى أن ظهور الفنان في أكثر من عمل فني في شهر رمضان يعد استهلاكا للفنان ويولد ضغطا كبيرا وإرهاقا، وهذا يؤثر حتما على أداء الفنان بشكل عام مهما كانت قدراته الفنية كما يتجاوز أثره من ضياع جهد الفنان إلى ضياع المشاهد في تميز الأدوار التي يؤديها الفنان في تلك المسلسلات ولا بد أن يقع الفنان المتكرر في الحضور في المسلسلات إلى الدمج بين الأدوار والخلط بين الشخصيات التي يؤديها مما يسرع بنهاية الفنان في وقت مبكر من مسيرته الفنية أو يحرق كثيرا من جوانب شخصيته الإبداعية، فهذا الظهور العالي في وقت واحد لن يخدم مسيرته الفنية، لا سيما وأن جلها أدوار ثانوية وليست بطولية.
وعلى الرغم من أن الفنان محمد خير الجراح اشتهر كممثل كوميدي في عدد من المسلسلات العربية، فلم يقتصر ظهوره الفني في الساحة الفنية السورية فحسب بل شارك في المسلسلات الخليجية واللبنانية، كما قدم الفنان الكثير من الأدوار الجادة في مسيرته الفنية وقدم الشخصيات الاجتماعية والتاريخية بعيدا عن حس الفكاهة الكوميدية ونجح في تلك الأدوار ولكن مشاركته في هذا العدد الكبير من المسلسلات يعد أمرا سلبيا ولن يدعمه أو يسهم في تقديم نفسه بالصورة المطلوبة، كما أنه سيلقي بظلاله على تاريخه الفني.
أعتقد أن الأجور المالية التي يتقاضها بعض الفنانين قد تجبرهم على الظهور بشكل مبتذل فيه، والقبول بالأدوار أيا كانت، وتسلبهم التألق، خاصة أن الفنان محمد قد تحدث في مواقف إعلامية عن المشكلات الاقتصادية لتسويق المسلسلات السورية، فأرجو منه أن يقرر مستقبلا الحضور المميز واختيار الأدوار التي تظهر إبداعاته وقدراته الفنية وتمتع مشاهديه بدلا من الحرص على الحضور الكمي.