تحتضن منطقة الرياض طوال أيام عيد الفطر المبارك هذا العام عروضا مسرحية تنظمها أمانة المنطقة ممثلة بإدارة الخدمات الاجتماعية في عدد من المسارح، إيمانا بأهمية المسرح في تشكيل الوعي والفكر لدى المتلقي.

وتقدم الأمانة لأول مرة هذا العام عروضا مسرحية لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يستضيف مسرح الكلية التقنية عروضا مسرحية خاصة للمكفوفين، والصمّ، يتناول واقع المجتمع وتفاعله مع معاناة الصم، وذلك على مسرح صوامع الغلال، وعروضا موجّهة للرجال والنساء والأطفال.

حيث أشار مدير عام إدارة الخدمات الاجتماعية في أمانة منطقة الرياض المهندس إبراهيم الهويمل إلى أن الأمانة بتوجيهات أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله المقبل، تحرص على إقامة الفعاليات المسرحية على مدار السنة، في المناسبات الوطنية والأعياد والمهرجانات المختلفة.

موضحا أن الأمانة خصصت بمناسبة عيد الفطر المبارك لهذا العام، ثلاثة عروض مسرحية للرجال، واثنتين للنساء، وأخرى للأطفال، وعروضا مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.

ومن جانبه أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي، أن الجمعية منذ إنشائها قبل أكثر من (40) عاما، وهي تولي المسرح اهتماما خاصا على مستوى فروعها، حيث أعدّت الجمعية العديد من الدورات والبرامج الخاصة بصناعة المسرح وتأهيل الكتاب والممثلين المسرحين، إيمانا منها بأهمية دور المسرح كشكل من أشكال التعبير ووسيلة هامة من وسائل التوعية والتثقيف.

ويرى البازعي أن اهتمام الجمعية بالمسرح، يعدّ أمرا طبيعيا لكونها أول مؤسسة حكومية تعنى بالفنون والثقافة بمختلف أشكالها، وأسهمت في رفد الساحة الفنية بعدد كبير من نجوم الدراما السعودية.

مؤكدا أن المشهد المسرحي يشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تطورا ملموسا، ويحظى بالدعم والاهتمام الذي يجسده اهتمام أمانة منطقة الرياض بالمسرح ودعمها للأعمال المسرحية التي تعرض في المناسبات الوطنية والأعياد.

ودعا البازعي في حديثه لـ "واس" الجهات المسؤولة بضرورة الاهتمام بالمسرح ودعم القائمين عليه، وتطوير إمكانات كتاب النصوص المسرحية.

موضحا أن الجمعية تهدف من خلال اهتمامها بالثقافة والفنون المختلفة، لأن تسهم إلى جانب أجهزة ومؤسسات الدولة في تكوين المواطن متكامل الشخصية، القوي بعقيدته وإيمانه وحسه الوطني وثقافته العالية، التي تمكنه من المشاركة الفاعلة في التنمية وصناعة الإنسان المنتج، وخلق مجتمع المعرفة الذي ينادي به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز- حفظه الله-.

ومن جانبه أكد الممثل والكاتب والمخرج المسرحي مهدي البقمي أن ارتباط الإنسان بالمسرح منذ القدم.وأفاد أن النشاط المسرحي لم يكن بعيدا عن المجتمع السعودي، حتى وإن لم يأخذ شكله المتعارف عليه، فالراوي الذي يقوم بسرد القصص والسير والأشعار والألغاز في القرى والبادية يجسد شكلا من أشكال المسرح.

مبينا أن المسرح أقوى وسيلة إعلامية يتم من خلالها توجيه الرسائل التي يرغب صانعو العمل المسرحي إيصالها للجمهور، داعيا الجهات المعنية بهذا الشأن بضرورة تفعيل الأنشطة الثقافية والمسرحية، والاهتمام بالمسرحيين واستقطابهم.

وفي ذات السياق صنف الناقد الفني يحيى زريقان، المسرح السعودي كأحد ركائز مشروع التنمية الثقافية والفنية بالمملكة، حيث يشير إلى أن المسرح بمفهومه الشامل يعد وجبة فكرية ضرورية لأي شكل من أشكال الحياة ولأي شعب من الشعوب.وقال " من المؤشرات الإيجابية قيام وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل باعتماد وإقرار إعادة المسرح المدرسي للحركة التعليمية في المملكة مؤخرًا، مما سيكون له مردود إيجابي على الحركة المسرحية في القريب العاجل ".

مؤكدا أن المملكة تعيش في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز-حفظه الله- قفزة حضارية وحراكا اجتماعيا وثقافيا كبيرا، نتيجة ما أولته القيادة الرشيدة لبرامج التعليم من اهتمام بالغ في طرحها، وعززته ببرامج الابتعاث الخارجي التي أسهمت في احتكاك الشباب بثقافات الشعوب والاطلاع على التجارب الإنسانية المختلفة في شتى دول العالم.

وحول غياب الممثلين المخضرمين عن المشهد المسرحي، يعلل الزريقان ذلك لعدم توفر نصوص مسرحية احترافية، مرجعا ذلك لغياب الخبرة والثقافة المسرحية لبعض من اشتغلوا بالمسرح حاليا، مبينا أن هؤلاء الممثلين لو وجدوا الرعاية وقدمت لهم اللمسة المعنوية التي يشعرون من خلالها بالاحترام والتقدير لمسيرتهم الفنية، فلن يتوانوا عن دعم المسرح والمشاركة فيه.