قررت السلطة الفلسطينية توقيع اتفاق روما لمقاضاة إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية، جراء جرائمها في غزة، وذلك بحسب ما ورد في قناة الجزيرة مساء أمس.

يذكر أن اتفاق روما المعتمد والذي وقعت عليه عدد من الدول ليس بينها فلسطين يتضمن محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء.

وكانت إسرائيل قد سعت أمس لتحقيق إنجاز تسوقه على أنه انتصار قبيل قبولها بهدنة إنسانية تفسح الطريق أمام مفاوضات فلسطينية - إسرائيلية غير مباشرة بوساطة مصرية في القاهرة، تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم ليجد المزيد من المدنيين الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال، ضحايا للتخبط الإسرائيلي. وقالت مصادر إسرائيلية: "إن العديد من الدول في المجتمع الدولي ضاقت ذرعا باستمرار الحرب في غزة لمدة زادت عن 3 أسابيع وسط استمرار خروج صور الأطفال الفلسطينيين الشهداء تحت أنقاض ملاجئ ومنازل وحتى مساجد طالها القصف الجوي والبحري والبري الإسرائيلي دون توقف".

غير أن الحكومة الإسرائيلية، التي تحظى بتأييد الغالبية الساحقة من الإسرائيليين اليهود، لاستمرار هذه العملية لاسيما في ضوء استمرار تساقط الجنود الإسرائيليين قتلى وجرحى تحت ضربات قذائف الهاون والصواريخ المضادة للدروع (الكورنيت)، تمتنع عن قبول الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.

ويرى مراقبون أن انهيار صورة الجيش الإسرائيلي باعتباره الجيش الذي لا يقهر تحت ضربات العشرات من المسلحين الفلسطينيين وظهوره بمظهر الجيش القاتل للأطفال، وفشله في وقف إطلاق الصواريخ من غزة، إضافة إلى فشله في القضاء على الأنفاق التي ما زالت تلحق أكبر الخسائر بالجيش الإسرائيلي، يجعل الحكومة الإسرائيلية مرتبكة وسط تقديرات بأن تكثف جهودها لتنفيذ عمليات اغتيال لقادة في (حماس) والجهاد الإسلامي إن تمكنت من ذلك، غير أن فشلها الاستخباري ما زال يحول دون ذلك. وقد كان آخر "مخازي" جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 17 وجرح 90 فلسطينيا، غالبيتهم من الأطفال، في أحد الملاجئ في جباليا.

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بيير كرينبول، "في مساء أول من أمس، تم قتل الأطفال وهم نيام، بجانب والديهم، على أرضية إحدى الفصول الدراسية في أحد ملاجئ الأمم المتحدة المخصصة للنازحين في مخيم جباليا للاجئين في غزة. أطفال يقتلون أثناء نومهم - إنها صفعة وإهانة لنا جميعاً، ووصمة عار على جبين العالم. اليوم .. يقف العالم مخزياً".

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال قتل أمس 70 فلسطينيا ما رفع عدد الشهداء منذ العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 1300 فلسطيني وإصابة أكثر من 7170.

بالمقابل أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 جنود وإصابة 27 جنديا في محاولة كشف نفق هجومي في مبنى سكني في جنوب قطاع غزة. وقال الجيش: "لقد تم تفخيخ المنزل والنفق بعبوتين ناسفتين تم تفجيرهما ضد الجنود".

وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، أصيب 27 جنديا في عدة حوادث كجزء من العملية البرية المستمرة في غزة ". وتابع: "منذ بداية العملية في غزة قتل 56 ضابطا وجنديا".

فيما قالت نجمة داود الحمراء: "إن نحو 600 مدني إسرائيلي أصيبوا لدى سقوط الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل غالبيتهم بحالات الهلع". ولكن الإصابات الأقوى كانت في صفوف جيش الإسرائيلي الذي أعلن رسميا عن مقتل 53 جنديا وضابطا فيما أصيب أكثر من 200 جندي وضابط على الأقل، من بينهم 10 يوم أمس. وذكرت مصادر إسرائيلية، أن 119 جنديا جرحوا خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع ويعالجون الآن في مستشفيات إسرائيلية وصفت حالة أحدهم بأنها بالغة الخطورة و8 بأنها خطيرة والعشرات بأنها متوسطة وطفيفة. وقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، عن تعليق عملياته العسكرية لفترة إنسانية تستمر 4 ساعات في بعض المواقع في غزة، ورغم ذلك فقد نفذ عددا من عمليات القصف ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين وهو ما رد عليه المقاومون الفلسطينيون بإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، أن "العملية العسكرية في قطاع غزة ستتواصل بقوة، وأن سلاح الجو سيعزز ضرباته الجوية الموجهة إلى الأهداف في القطاع بموازاة تقدم عملية تدمير الأنفاق".

وأضاف: "أن "جميع الخيارات العملياتية ما زالت مطروحة، وأن العملية تستمر حتى يعود الهدوء والأمن إلى جنوب البلاد".