كان "طه حسين" يقول: "لو علم الذين يكيلون لي الشتائم كم يضحكونني ويدخلون السرور إلى نفسي لمافعلوا"! وإن كنت لاتصدقه، وتشعر أنه: "يعنِنَّنِي" لا يهمني ما يقوله خصومي، ولا ينال مني تجنِّيهم؛ فماعليك إلا أن تتخيل نفسك مكان "غازي القصيبي" وهو يقرأ انتقادات.. عفواً: "انتقاصات" خصومه قائلين: "أي وزيرٍ هذا الذي يجد وقتاً لكتابة الروايات والأشعار؟ لو انشغل بدراسة ملفات البطالة والعمالة لما وجد وقتاً يحك "صلعته"! ورغم أنه أجاب على هذا "مرارير" عديدة،و"مراراتٍ" مفرتكة، و"أمراراً" لا تتوقف حتى لكاميرات "ساهر": بأن تنظيم الوقت "اسم الله علينا" هو العصا السحرية، التي يستطيع بها المرء عمل كل ما يفكر فيه، وتحقيق كل مايحلم به! رغم هذا، فإن "المنتقصين" يضحكونك ضحكاً مركَّباً: فمن ناحية هم يكشفون جهلهم المدقع بأهمية ما يكتب! ومن ناحية يكشفون سذاجتهم البائسة بطبيعة الكتابة؛ إذ يعتقدون أنها "هواية"، يوسِّع بها صدره، كلما تأخر عنه "حفيده" أو "سِبْطه"! ومن ناحية يكشفون عن "طبعهم"، الذي ينظرون بعينه للقراءة والكتابة على أنها مضيعة للوقت، وهي في حياة كل الناجحين عصبٌ لا يستغنى عنه!

لكنهم بلا شكٍّ ـ أكملوا أنتنتم ـ سيترحمون على "القصيبي"، حين يطالعون خبر انتهاء الزميل/"براك بن حسين أوباما" من كتابه: "لهم أغني ـ رسائل إلى ابنتي"؛ ليلحق معرض "الرياض" القادم! ويترحمون عليه أخرى؛ لأن الكتاب موجَّه للأطفال! للبزران عاد؟ رئيس "دولة العالم"، بكل "بلاويه" غير "المتحدة"، يجد وقتاً ينافس فيه جدتي "إدْغيفلة بوتر"، في تأجيج ملكة الخيال عند أطفاله؟ وهو لايفعل ذلك لتنويمهم ـ كما هو الهدف "العربي" الأسمى ـ بل لإيقاظهم على نماذج مختلفة، ورموزٍ كان لها الأثر الواضح في بناء "الحلم الأمريكي"! وما أدارك لعل "سيد البيت الأبيض" يذعن كل ليلة لرغبة طفلته في أن يحكي لها حكاية قبل النوم؛ لأن أسلوبه أجمل من أسلوب والدتها! ولعله جرَّب حيلة "الأخ/ أنا"، التي نشرها لعموم الفائدة منذ "مبطي"، وهي كالتالي: "كان ياما كان، في "قصيم الزمان"، كان هناك فارس شجاع، ركب فرسه وراح يمشي... يمشي... يمشي... يمشي... يمشي... واستيقظ "الراوي/أوباما" مع أذان الفجر، على إلحاح ابنته "اللئيمة": "وبعدين يا بابا؟" ليدرك أنه لابد أن يقدم لها قصصاً حقيقية تشبع غريزة "التلقي" لديها! فكيف وجد "اسم الله علينا" وقتاً يبحث فيه خلال تاريخ "أمريكا" الطويل الحافل، وينتقي نماذج مميزة من بين آلاف النماذج المدهشة على مر الأجيال؟! بل من أين وجد الوقت لمجرد رؤية طفلته كل ليلة؟ الظاهر أنه "خرب" بعد الرئاسة! منذ متى لم يأتِ "الاستراحة" يا "جيمي كارتر"؟! والأخير هو:أول رئيس أمريكي يكتب "للبزران"! و... "بحلْ ياقصيبي"!!