"الحلم" هو فيلم سينمائي، والنوم صالة العرض، لذلك نحرص -قبل النوم- على إطفاء الأنوار وإضفاء الصمت والهدوء.

ميزة الحلم السينمائي هو الحرية بلا حدود، فكل أنواع العروض متاحة من أحلام الرعب إلى الحلم الرومانسي إلى الحلم البورنو -الجنسي- إلى الحلم السياسي.. من الفانتازيا والإغراق في الرمزية إلى المباشرة الفجة.. لا قيود، لا رقابة لا محرمات ولا استثناء لأي شخصية من التجسيد. قد يكون حلمك من بطولة كائنات علوية أو سفلية أو بشرية، قد يكون معقدا يحمل أبعادا فلسفية عميقة، وقد يكون سطحيا بسيطا واقعيا.. هناك أحلام ذات ميزانيات مهولة، وأخرى تدور أحداثها في غرفة وحوش بيت شعبي!

حين تخرج من الصالة وقد نسيت "الحلم" تعرف أنك كنت في حلم ذي إخراج رديء.. وحين يبقى في ذاكرتك لسنوات تكون قد نلت عرضا استثنائيا خالدا. ميزة الحلم أن النص هو الإخراج، فلا مجال لمخرج "غشيم" أن يفسد متعة التلقي، يقوم الحلم بنفس الأدوار التي يقوم بها الفن في الحياة، فهو تنفيس، وتطهير، وإبهار، وإدهاش.. هو "إعادة فرمتة" لأجزاء مهمة من النفس، ومن رحمة الله بنا أن لم يدع لنا خيارا في حضوره، وإلا فانظروا كم من أسرة ستفرض منع الأحلام على أبنائها، وخاصة بناتها، وكم من جهة ستعمل على كبت الأحلام وقتلها. ولن تضطر للسفر إلى البحرين لمشاهدة "حلم" سينمائي، وأكبر أوجه الشبه بين السينما والحلم هو أن معظم النقاد/المفسرين مدلسون.. إذا أعجزهم فهم قيمة العمل الحقيقية قالوا: تهريج.. أو أضغاث..!