استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في قصره بجدة مساء أول من أمس، ولي عهد "أبو ظبي" نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، الشيخ الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان.

وفي بداية الاستقبال نقل ولي عهد "أبو ظبي" لخادم الحرمين الشريفين تحيات وتقدير أخيه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، فيما حمله الملك عبدالله تحياته وتقديره له.

بعد ذلك جرى بحث مجمل الأحداث في المنطقة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية والسبل الكفيلة بإيقاف ما يشهده قطاع غزة حاليا من سفك لدماء الأبرياء، وهدم لممتلكاتهم، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين.

حضر الاستقبال وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، كما حضره من الجانب الإماراتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ووكيل ديوان سمو ولي العهد محمد مبارك المزروعي وسفير دولة الإمارات لدى المملكة محمد سعيد الظاهري، والمدير التنفيذي بديوان سمو ولي العهد سلطان راشد الشامسي.

تواصلت الإشادات العربية والإسلامية بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي وجهها للأمتين الإسلامية والعربية والمجتمع الدولي، عندما وضح حقيقة الإرهاب. مجددين التأكيد على دعوة الملك عبدالله لعلماء الأمة ومفكريها لأداء واجبهم بما تتطلبه المرحلة الحالية، وأن يقولوا كلمة الحق، وأكدوا أن الكلمة شخصت ظاهرة الإرهاب في المنطقة.

في الوقت ذاته، دعا الأزهر لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب بصوره وأشكاله كافة.

وأعرب الأزهر في بيان له أمس، عن تقديره البالغ لدعوة خادم الحرمين الشريفين لقادة وعلماء الأمة الإسلامية لتحمل مسؤولياتهم في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية، لمواجهة من يحاولون اختطاف الإسلام وتحريف رسالته السامية وأهدافه النبيلة.

وعبر أيضا، عن إدانته لسفك الدماء والجرائم ضد الإنسانية في فلسطين، وسط تخاذل وتهاون المجتمع الدولي.


أبشع الإرهاب

وقال مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: "إن خادم الحرمين الشريفين أصاب عندما وضع يده على حقيقة الإرهاب"، مضيفا "نرى دماء أشقائنا في فلسطين تسفك في مجازر جماعية لم تستثن أحدا وجرائم ضد الإنسانية دون وازع إنساني أو أخلاقي حتى أصبح للإرهاب أشكال مختلفة".

وأبدى استغرابه من صمت العالم عما يحدث على أرض فلسطين، وما تقوم به العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني. وقال إن إسرائيل أظهرت أمام العالم كله أبشع الإرهاب.


مواقف ثابتة

من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ، إن كلمة خادم الحرمين الشريفين تأكيد للموقف الثابت للمملكة تجاه دعم إخواننا في فلسطين المحتلة، في ظل ما يتعرضون له من إرهاب لم تردعه أي مواثيق أو مبادئ، وفي ظل التخاذل الدولي ضد الحق الفلسطيني في العيش الكريم.

وأكد تأييد مجلس الشورى لدعوة خادم الحرمين علماء الأمة ومفكريها لأداء واجبهم بما تتطلبه المرحلة الحالية، وأن يقولوا كلمة الحق، وأن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم على أنه دين التطرف، والكراهية، والإرهاب، وتبيان خطر تبني الأفكار المنحرفة على حاضر الأمة ومستقبلها، مشيرا إلى أن هذه الدعوة نابعة من القلب ومنطلقة من حرصه ـ يحفظه الله ـ على مصلحة الأمة الإسلامية، والحفاظ على مقدراتها ومكتسباتها وأبنائها، الذين بات بعضهم اليوم وقودا لحروب وفتن وأفكار مضللة.


عدوان صهيوني

ومضى يقول: "إن ما تضمنته الكلمة من دعم للإخوة الفلسطينيين ضد العدوان الصهيوني خير رد على المزايدات السياسية التي تشكك في مواقف المملكة تجاه قضية فلسطين، إذ يحفظ التاريخ المواقف التي تبنتها قيادات هذه البلاد المباركة على مر العصور من دعم للمقاومة الفلسطينية، وحرصها على توحيد الصفوف لمواجهة العدو الصهيوني الغاصب"، لافتا إلى أن خادم الحرمين الشريفين عندما حذر في كلمته من خطر الجماعات الإرهابية التي تدعي تمثيلها للإسلام، أبلغ رسالة عظيمة مفادها براءة الإسلام من جماعات القتل والتكفير التي شوهت الإسلام وأساءت إلى أهله.


كلمة معبرة

من جهته، أثنى الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد كومان، على حرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على قضايا الأمة مشغولا بهمومها، وقال: "جاءت كلمته القيمة التي وجهها إلى الأمتين الإسلامية والعربية في مستوى التحديات التي تعيشها، معبرة عن هواجس العرب والمسلمين في كل مكان".

وتابع: "والكلمة عبرت بوضوح عن الاستنكار الشديد لقتل الأنفس البشرية والتنكيل بالجثث والتباهي بذلك وكشف زيف دعاوى الإرهابيين خدمة الدين، مبينة الإساءة الكبيرة التي ألصقها الإرهاب بالإسلام، والصورة التي ركزها في ذهن من لا يعرف هذا الدين السمح دين المبعوث رحمة للعالمين".

وأشار كومان إلى أن الحديث عن إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل في غزة احتل حيزا كبيرا من الكلمة، مؤكدا أنها جاءت معبرة عن موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية، ودعمها الموصول لكفاح الشعب الفلسطيني، وإدانتها الحازمة للإرهاب الإسرائيلي الذي يضرب عرض الحائط بكل المبادئ الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية، محملة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان تبعات صمتها إزاء ما يحدث من مجازر مروعة.


مواقف تاريخية

وبين رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيبان، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين تعكس وعيا وإدراكا عميقين لحال الأمة، وتتسم بمصداقية ومسؤولية عهدها العالم منه، كما أنها تعبر عن موقف المملكة حكومة وشعبا مما يجري على الساحة العربية والإسلامية في هذه الأيام، فضلا عن أن مضامين الكلمة جسدت المواقف التاريخية للمملكة، وحرصها الدائم على حفظ الأمن والسلم الدوليين، وحقوق الإنسان والعمل على حمايتها والذود عنها.

وأشار إلى أن الملك عبدالله بما يتمتع به من حكمة وحنكة في مثل هذه الظروف والأزمات العصيبة، تحدث للأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي منبها لوضع لا يمكن قبوله أو غض النظر عنه، ومحذرا من خطورة الإرهاب بكل أشكاله وصوره، التي تتنافى مع قيم ديننا العظيم.

 


تهنئة جامايكا بذكرى الاستقلال

هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في برقيتي تهنئة لحاكم عام جامايكا الرئيس الدكتور باتريك ألين بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال لبلاده.

وأعرب الملك عبدالله والأمير سلمان، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة للرئيس الدكتور باتريك ألين، ولحكومة وشعب جامايكا الصديق اطراد التقدم والازدهار.