يتأفف البعض من الانفتاح التقني الذي أجبر الجميع على الاستسلام له بما فيه من مزالق وصداع، دون أن نغفل الجانب الإيجابي ممن نذروا أنفسهم للجانب الإصلاحي والتنويري، وفقنا الله وإياهم لما فيه خير البلاد والعباد.

وفي المجال الرياضي (الحرية) أرحب منذ الأزل، هكذا (يحسدنا) غيرنا في المجالات الأخرى، لكن (تويتر) فضح عقولا كثيرة في عدة مجالات، وهناك من لهم شنة ورنة في مجالات متنوعة، أبوا إلا أن يقتحموا المجال الرياضي، أكثرهم للشهرة، وقلة منهم للإصلاح.

والأكيد أن (تويتر) صار مساحة رحبة لبث غثاء في القلوب والأنفس، يؤججه التعصب، والميول، والقبلية، والعنصرية، والجهل، يقابل ذلك عباقرة في العلم والأدب والاحترام، وبزوغ مبدعين يستحقون الرعاية والاهتمام.

والقضايا كثيرة ولا تنتهي، وخصوصا في المجال الرياضي، لكنني في هذا المقام أضرب مثالا بآخر القضايا التي طرحت وتختص (بتوثيق) بطولة مونديال الأندية عام 2000، وحققها نادي كورنثيانز البرازيلي وشارك فيها النصر السعودي من قارة آسيا. وواكب هذه القضية بذاءات وإساءات وشتائم لم تقف عند حد معين، وشخصيا لا أبالي بها ولا تشكل ذرة اهتمام سلبي، فهي تكشف خواء هذه العقول وضعف حججهم في تقديم الحقيقة، والدليل أن الغالبية ذهبوا للقب (عالمية) النصر والتشكيك فيه، بينما أنا (حاورت) من نشر الخبر، وحرصت على تقصي مصدره وصولا لأصل القضية. ومن البديهي أنني لم ولن أصادق على أي معلومة (تمسح) هذه البطولة، وقلت في برنامج (كورة): "جميعنا تابعنا البطولة عام 2000 في البرازيل، لكن بحث عدم تدوينها في سجلات (الفيفا) أمر أثير من قبل (يورو سبورت)، فاتصلت برئيس تحريرها وحاورته في (قووول أون لاين)، وتبين أن نادي كورنثيانز احتج – ولا زال – على عدم وضع اسم ناديه على الكأس مع باقي الأبطال، واحتج أيضا على عدم دعوة رئيس النادي لقرعة (مراكش) ضمن رؤساء الأندية التي حققت البطولة، وتساءلت الصحافة البرازيلية عن هوية البطولة الأولى التي أقيمت في البرزيل عام 2000 ثم توقفت حتى عام 2005 وتم تغيير نظامها ولم يتم تدوين اسم نادي كورنثيانز على كأسها في سجل البطولة..!

هذه التساؤلات أثارها النادي البطل وصحافة الدولة المنظمة، أما (عالمية) النصر فلم تمس، وهذا أكدته في (كورة)، مكررا بأننا شاهدنا البطولة بمشاركة النصر.

هذه القضية، جددت سطحية كثيرين في إقحام الوطنية في كل شاردة وواردة، وأيقظت المهنية بدواعي الميول والمؤامرات، وزادت في إظهار العصبية والتعصب والقبلية واللغة الشتائمية والحملات المسعورة.

أكرر ما قلت: لا يمكن أن أتأثر بهذه الأساليب الرخيصة، لكنني أحزن وأتألم على واقع يشوه وطني الحبيب، ويسيء إليه، ومن هذا المنطلق أحاول قدر الإمكان أن أتجاوب مع بعضهم، عل وعسى أن نساهم في درء مخاطر هذه التصرفات والسلوكيات التي تضر (بالشباب). أما بعض زملاء المهنة فمن يحاورنا بأدب ويختلف معنا باحترام نرحب به، ولا نأبه بمن يسلكون طريق الهلاك الفكري ولا يتورعون في أمورهم الدينية والمجتمعية، ومن واجبي الدعاء لهم بالهداية، والرد على بعضهم بما يستحقون مع الحذر من مزالقهم. أيضا التنابز بالألقاب من خلال تحريف اسمي واسم والدي (رحمه الله) استفزازا وسخرية، هم يعبرون عن مستوى تفكيرهم ورداءة حياتهم، دون أن يعوا أنهم يسيئون لأنفسهم ولعوائلهم ولأقاربهم، متوهمين أنهم أصابوا (ضحيتهم) في مقتل.

الأسماء المستعارة ممن لا هم لهم سوى البذاءات، تعبر عن مستوى (النكرات) و(الجبناء). وهناك أيضا من يضعون صور رموز لمعرفاتهم، فيسيئون إلى من يحبون.

المشكلة الأكبر في من (شابت) وجوههم وعقولهم سويا بعد ردح من العقود في صلب المهنة، ويمارسون الجهل أو التجهيل على حساب المبادئ والمسؤولية الملقاة عليهم، سائلا الله لنا ولهم الهداية والصواب.