مشهد غريب لم يألفه صغار السن من أهالي أملج، وهم يرقبون السفن الشراعية، مساء أول من أمس، تجوب البحر بأشعرتها البيضاء، لتعيد تاريخ النقل البحري بين ميناء أملج ومصر والسودان.

"عويدان وسهالة والشاذلية وعابر سبيل"، أسماء لسفن شراعية توقفت عن العمل منذ نحو 40 عاما، إلا أنها عادت للإبحار أول من أمس، خلال العروض البحرية التي نظمها شيخ طائفة الصيادين بأملج، أمين السنوسي، بحضور وكيل محافظ أملج زياد البازعي وأهالي المحافظة.

وبدأ العرض بانطلاقة مجموعة السفن الشراعية ترافقها دوريات حرس الحدود البحرية من ميناء أملج، وهي تتزين بالأعلام، وترافقها أهازيج البحارة، في مشهد يستعيد رحلاتها من ميناء أملج إلى السودان ومصر، فيما كانت فرقة أملج للفنون الشعبية تقدم عروضها الفلكلورية الشعبية للون العجل والرفيحي في مقر الحفل.

شيخ طائفة الصيادين بأملج أمين سنوسي والقائم على هذا الكرنفال البحري تحدث إلى"الوطن" بألم وهو يستعيد ذكريات السفن الشراعية، وقال: "هي تراث أملج في السابق، وكان لها دور مهم في تسويق البضائع وتصديرها إلى الدول المجاورة عبر ميناء أملج كـ"الصدف والنهيد والصرمباك"، وبدأت هذه السفن في الاندثار، وحلت محلها السفن الحديثة والنقل البري".

وأضاف السنوسي: "آخر سفينة شراعية اندثرت كانت قبل 40 عاما تقريبا، وتعود لعائلة الفرشوطي، وجميعها أتلفت وتم تكسيرها في الموقع المسمى بالمطيردة جنوب أملج، ولم يبق منها شيء نحتفظ به لتراثنا وأجيالنا القادمة"، مؤكدا أن سبب إقامة هذا العرض هو حفظ تاريخ كبار بحارة أملج، الذين لم يذكر لهم التاريخ أي شيء، رغم ما كانوا يواجهونه من مخاطر لأجل لقمة العيش، ولتعريف الأجيال الحالية بنموذج حي على هذا التاريخ.