بدأ العنف الجسدي بالتمدد والاستشراء كلغة خطاب سهلة، تلجأ لها الأطراف المتخاصمة كحل أول بديلا عن الحوار المنطقي وتحليل المواقف وتفكيكها، حيث المراقب المهتم للمساحة التي يشغلها العنف حاليا؛ يجد أنها لم تقتصر على فئة دون أخرى، وإذا كان العنف اللفظي وغيره من أنواع العنف قد أفضى مرحليا لحالة العنف الجسدي ووصم به في فترة من الفترات الناس الأقل حظا من التعليم والوعي والمال أيضا؛ إلا أن العنف الجسدي الذي يصل حد الإبادة، بقصد أو دون قصد، قد تنوع وتعددت أشكاله حسب كل فئة، حتى وصلت بعض حالاته حد الوحشية.

وليس أسوأ من أن ينتشر هذا الوباء داخل المدارس.. الأماكن التي يفترض بها أن تحتضن وترعى مبادئ التسامح والتعايش والإيثار، حيث تنطلق منها الأجيال التي ترسم مستقبلا مشرقا.

محاربة العنف والقضاء عليه في مهده، يجب أن تكون هناك (في المدارس) حيث يجب ألا يتهاون المعلمون والمربون مع أي بادرة للعنف، ولا يتجاهلون أي اعتداء جسدي أو لفظي من طالب ضد آخر، مهما صغر سنه، فما يزرع في الطفل من غرس وما يترك فيه من شوائب؛ تنمو معه وتكبر، حتى يصعب التخلص منها.