في وقت دعا فيه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات "المجتمع الدولي بالتعامل مع قطاع غزة كمنطقة كارثة إنسانية"، بنفس الطريقة التي تم فيها التعامل مع المناطق التي تعرضت للتسونامي في جنوب شرق آسيا، بدأ الوفدان المفاوضان الفلسطيني والإسرائيلي مشاوراتهما، كل مع قيادته، توطئة للعودة مساء غد إلى العاصمة المصرية القاهرة لعقد جولة جديدة من المحادثات بوساطة مصرية، بعد أن أعلنا فجر أمس هدنة جديدة لمدة 5 أيام سيسعيان خلالها للتوصل إلى اتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وكشف النقاب أن مكالمة هاتفية حادة مساء أول من أمس، بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجبرت الأخير على القبول بتمديد وقف إطلاق النار، لاسيما وقد أخبره بقرار البيت الأبيض إلغاء توريد شحنة من القنابل بعد نفاد المخزون الإسرائيلي منها إثر استخدامها في تدمير قطاع غزة.

وانعكست صعوبة المكالمة الهاتفية على تصرفات نتنياهو، الذي قال وزراء إسرائيليون إنه أغلق هاتفه واختفى مساء أول من أمس ولم يعلموا عن قرار تمديد وقف إطلاق النار إلا من خلال التصريحات الصادرة عن المسؤولين من حركة (حماس). وفي محاولة للحد من حدة التوتر، فقد وافق نتنياهو على عقد جلسة للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية يوم أمس للتداول في مفاوضات القاهرة، وإن كانت مصادر إسرائيلية أشارت إلى خلافات واسعة في مواقف أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي ما يشير إلى أن المفاوضات المقبلة لن تكون سهلة.

ولجأ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تحميل رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل، المسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق في القاهرة، حيث قال مسؤول في مكتب نتنياهو: "إن الوفد الإسرائيلي الذي عاد من القاهرة أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون، بأنه كان قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى اتفاق مع الجانب الفلسطيني إلا أن مشعل تدخل وعرقل المفاوضات".

ورأى مراقبون أن هذه الاتهامات هي مجرد تغطية على الخلافات بين نتنياهو وأوباما.

وكان قد تم التوصل إلى اتفاق تمديد وقف إطلاق النار مع انتهاء وقف مؤقت استمر 72 ساعة وقال عزام الأحمد، رئيس الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات القاهرة وعضو اللجنة المركزية لحركة (فتح): "ستكون لمدة 120 ساعة أي خمسة أيام تبدأ منتصف ليل الأربعاء-الخميس"، وأضاف في مؤتمر صحفي بالقاهرة: "هناك حاجة لمزيد من الوقت لمناقشة بعض النقاط الخلافية مع إسرائيل للتوصل لاتفاق هدنة دائم".

وبدوره، لخص عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) عزت الرشق، نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية غير المباشرة بالقول: "انتهينا من بعض الملفات.. لكن ملفات عديدة وأساسية لم تنجز بعد".

وقال الرشق، عضو الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات القاهرة في بيان إنه "طيلة فترة المفاوضات.. قاتلنا من أجل وقف العدوان وإنهاء الحصار عن أهلنا في غزة.. وأحبطنا كل محاولات المساس بالمقاومة وسلاحها، لقد انتهينا من بعض الملفات.. لكن ملفات عديدة وأساسية لم تنجز بعد"، لافتا إلى أن مقتضيات إدارة الصراع مع العدو تتطلب الحكمة وأن يبقى التركيز على الأهداف والجوهر.. كما تتطلب ترك التكتيكات للمقاومة.. بما فيها التهدئة المؤقتة وغيرها".

وكان الدكتور صائب عريقات قد دعا أثناء لقاء مع رئيس برلمان السلفادور "سغفريدو رييس"، المجتمع الدولي بالتعامل مع قطاع غزة كمنطقة كارثة إنسانية إثر القصف الإسرائيلي على القطاع، تتطلب توفير حملة دولية مكثفة بمد جسور برية وبحرية وجوية، وجلب مولدات كهربائية وتوفير مياه الشرب، والمنازل الجاهزة، والمواد الغذائية والدوائية والوقود.

واستغرب عريقات عدم تجاوب المجتمع الدولي مع حاجات قطاع غزة الفورية، خاصة وأن الرئيس محمود عباس قد طلب ذلك رسمياً من الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والدول العربية والآسيوية، ودول أمريكا اللاتينية، وباقي دول العالم".

إلى ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت 52 فلسطينيا ليل أول من أمس في القدس الشرقية المحتلة، مما يرفع إلى أكثر من 600 عدد الفلسطينيين الذين أوقفوا منذ مطلع يوليو في المدينة.